شهداء محمد محمود الذين تم إلقاؤهم في القمامة |
بقلم : إسلام أبو المجد
سيحاول المستبد دائما افشال التظاهرات بشتى
السبل , وفي أفضل الاحوال ينشأ اضراب عام , وفي الغالب يبدأ المستبد في الأعمال الإنتقامية
ممن وضعه في هذا الموضع الحرج , فيعمد أولا ً إلى حظر التجول , ثم
استخدام الاسلحة ضد المتظاهرين , والإعتقالات من الميادين والشوارع, وهنا يهتز
المستبد أكثرا ً فأكثر , ويزداد المد الثوري .
ساعدوا
أنفسكم ...
وهنا
نتذكر مقولة تشارلز ستوارت بارتال " لا يفيد الاعتماد على الحكومة ... عليكم
فقط الاعتماد على عزيمتكم ... ساعدوا انفسكم من خلال وقوفكم معا ً ... امنحوا
ضعفائكم القوة ... توحدوا ونظموا صفوفكم ... لكي تنتصروا " , فان الذين
يقبلون الهزيمة وحدهم هم الذين يقهروا .
أحوال
الثورة ...
وتحدث
تلك التغييرات التي تعمل على تبديل المجتمع ظاهرياً وجوهرياً من نمط سائد إلى نمط
جديد يتوافق مع مبادئ وقيم وإيديولوجية وأهداف الثورة، وقد تكون الثورة عنيفة
دموية، كما قد تكون سلمية، وتكون فجائية سريعة أو بطيئة تدريجية , فكما يقول يوري
كرازين "إن معنى الثورة الاجتماعية
ووظيفتها لا يمكن فهمها إلا حينما ننظر إلى تاريخ المجتمع على حقيقته كسلسلة متصلة
من التشكيلات الاقتصادية – الاجتماعية ".
والثورة شكل من أشكال الانتقال من تشكيل إلى آخر
،كما أنها قفزة من التشكيل الإقتصادي والإجتماعي البالي إلى تشكيل أكثر تقدما ً،
تكون الخاصية المميزة السائدة له ومضمونه السياسي هو انتقال السلطة إلى "الطبقات
الثورية" , ويعمل الثوار الى اللجوء الى الطرق المناسبة لانجاح العمل الثوري.
ويتم
هذا وفقا ً للظروف المحيطة مثل مدى تعنت المستبد وتمسكه بالسلطة , وعلاقة المستبد
بنظامه الفاسد الداخلي وكذا علاقته بالنظام العالمي, والقدرات النفسية للثوار , وغيرها
من المحددات التي تحدد إن كانت الثورة ستختار الطريق العنيف او السلمي – نسبيا ً -
فالطريق العنيف او السلمي هي أدوات , وليست هدف فالثورة حدث مفاجئ يؤدي إلى تغيير
راديكالي يقطع الصلة بالماضي ويؤسس لنظام يلبي مطالب الثوار والذين هم الشعب وليست
نخب متصارعة في بنية النظام , بأي وسيلة من الوسائل .
الإنقلاب ... ليس الحل
قد
يطرح المستبد أو نظامه أو النظام العالمي تقويض الثورة عن طريق فكرة الإنقلاب على
المستبد نفسه , سواء بطريق سلمي او عنيف لانه مجرد احداث انتقال للسلطة من يد فئة
قليلة إلى فئة قليلة أخرى , ولكنها تنتمي إلى نفس الفئة الأولى التي كانت تسيطر
على الحكم أو على الأقل تشبهها.
ويكون الانقلاب باستخدام وسائل العنف الرسمية او
التهديد بها , دون إحداث تغيير في وضع القوة السياسية في المجتمع أو في توزيع
عوائد النظام السياسي أي انه تغيير في وجه المستبد , والأهم دون تغيير في أحوال الجماهير
.
والانقلاب
نوع من أنواع تمرد بطانة المستبد سواء بحركة من أنفسهم , أو بتكليف من غيرهم , على
سياسات المستبد سواء في إدارته للحظات الثورية أو إدارته العامة , وغالبا ما يكون
الانقلاب باستيلاء العسكر على السلطة الشرعية بواسطة القوة المسلحة , وتغيير نظام
الحكم بالقوة دون الرجوع للناخبين والسلطة هنا تكون لمستبد جديد .
مستبد
جديد ...
وعندما
تعزز هذه الفئة مركزها السياسي تتحول الى نظام أكثر استبدادا ً تستطيع ان تفعل ما
تريد دون أي مراعاة لقواعد الديمقراطية او حقوق الانسان وبما يفوق المستبد السابق
, وتحاول دائما التعالي على الجماهير بدعاوى زائفة خاصة حماية الثورة أو قيادة
الثورة .
ولا يسمح المستبد الجديد باجراء ايه انتخابات قد
تحدث تغييرات سياسية هامة , ولكنها قد تقوم باستفتاءات لتظهر كأنها ديمقراطية
ولكنها تكون شكلية وهزلية تكون الطريق الى الوصول لاهداف حددت سلفا ً سواء باشخاص
او قرارات لصالح المستبد الجديد , وقد يوافق المستبد اجراء انتخابات اذا وقع تحت
ضغط شديد , وبكنهم يتلاعبون بها لكي يعينون بها دمى يتحكمون بهم , واذا
لشخص معارض ان يرشح نفسه وينتخب فان مصيره يكون بين الترهيب والاعتقال وقد يصل الى
التصفية , فالمستبد لا يجري إنتخابات تؤدي الى تركه عرش السلطة.
ولنا في الحديث بقية...
المواضيع المرتبطة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق