صورة أرشيفية للثورة المصرية |
بقلم
: إسلام أبو المجد
عندما
نجتهد في تحليل دورات حياة أنظمة الإستبداد منذ فجر التاريخ الأول , نجد أن أي
نظام استبدادي لا يسقط لأنه كان استبداديا ً , بل يسقط لأنه لم يكن أستبداديا ً
بما فيه الكفاية , وعندما نرى بلد يتمتع بهيكل ديمقراطية هلامي مرتبط برعاية خارجية
ذات مصلحة ينال دعمها وعطفها , وهو بذلك واقع تحت تناقضات , ويداه مغلولتان بأتفاقات
لم يكن يستطيع تجاهلها كليا ً بما يتيح لقوى ثورية للظهور والنمو , مما يجعله ينفلت غالبا ً ويظهر
وجهه الاستبدادي في وجه المجموعة الثورية باستخدام غير مشروع للقوة , الغاشمة
أحيانا والناعمة أحيانا ً اخرى .
وبما يعمل على ايجاد مساحة كبيرة من التجاوب الشعبي
الخفي ثم المعلن لهذه المجموعة , مع عدم قدرة المستبد على وضع ما يكفي من الخبز
على الطاولة لارضاء الاغلبية من الشعب حتى يطعم الفم فتستحي العين .
الثورات ... كائنات حية
وتعرف الثورات بأنها كائنات حية اجتماعياً تولد عند تزاوج القهر و الطغيان مع الفقر و كبت الحريات مع الاحساس الشعبي بالقدرة على الثورة , ويعرف كرين برنتون الثورة في كتابه "تشريح الثورة" بقوله "إنها عملية حركية دينامية تتميز بالانتقال من بنيان إجتماعي إلى بنيان إجتماعي آخر" ,
وتعرف الثورات بأنها كائنات حية اجتماعياً تولد عند تزاوج القهر و الطغيان مع الفقر و كبت الحريات مع الاحساس الشعبي بالقدرة على الثورة , ويعرف كرين برنتون الثورة في كتابه "تشريح الثورة" بقوله "إنها عملية حركية دينامية تتميز بالانتقال من بنيان إجتماعي إلى بنيان إجتماعي آخر" ,
أن
الثورة في وجه أي نظام استبدادي هي حركة لتحرر الجماهير من قمع الطبقات المستغلة
المشكلة للنظام الاستبدادي المسيطرة اقتصاديا ً وسياسيا ًوعسكريا ً , وهي
السلاح القوي , وسيف التحرر والعدالة الاجتماعية.
الثورة ... مستمرة
وإستمرار الثورة وسيلة تنمو وسط مناخ دفع الثورة
الى الإنحراف عن اهدافها الثورية وسط الفوضى والتوتر الاجتماعي , والانفجار
الاقتصادي والفوضى السياسية , وهنا تولد صياغة جديدة للعالم, و إن الارادة الثورية
التي تمتد لتكون عالمية تبدو كأنها شئ آخر أكثر من نتائج الانتكاسات السياسية او
الاقتصادية , انما تظهر تعبيرا ً عن وعي قد أستيقظ ليس الى قضايا كان يأن لها
الكثير على مدى زمن طويل , بل وعي الى وجود القوة على التغيير والثورة ,
ولامكانيات الوجود الانساني ذاته .
ونتيجة هذا الوعي الفجائي تتولد رغبة ملحة في التغيير الجذري على اساس ادراك بسيط , ان الشروط المعتبرة سابقا ً شروط لا تتغير يمكن في الواقع ان تتغير فعلاً , وتفتح إمكانيات التغييرات الوشيكة الوقوع آفاق لم يكن حتى الحلم بها ممكنا ً , وتتولد الرغبة في الفعل , في الثورة وتستمر .
الثائر ... والجمع ثوار
وكأن الجميع بتفكير جمعي يقولون هكذا يمكن ان
نكون ... بشرط ان نثور وتستمر الثورة ... اذن فلنفعل ... ومن هنا يخلق الثائر , والجمع
ثوار ... ينشر الافكار الثورية , هادم للنظام القائم , أفعاله
الى جانب عقيدته الثورية تبينان السبيل الى التغيير الجذري , مخلوق من المناخ
السياسي والاقتصادي الذي تصبح عنده الثورة ممكنة حيث تتوحد الارداة الشعبية للتغيير
والثورة , الكل يتحول في لحظة إلى عضو في الرقابة والمشاركة الشعبية.
والثائر هو تلك الحالة النفسية التي باستخدام
شعاراته وقضيته وغيرها من اسلحة الثورة تعمل على نقل عدوى الثورة الى الجماهير
الذين لا يمكن لأي مستبد مهما ظل متماسكا ً أن يبقى بغير موافقتهم .
ولنا
في الحديث بقية ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق