حنظلة |
بقلم : إسلام أبو المجد
زاد إستخدام مصطلح "الأمنجية" وسط
المجتمع الثوري بالإسكندرية بشكل ملحوظ , للدرجة التي أصبح من اللازم على كل مجتهد
العمل على وضع مفهوم لهذا المصطلح لما له من الأهمية , وخاصة بعد تطور ظهورهم في
حركة سياسية للـ "أمنجية", وأصبحوا يمثلوا خطراً على المجتمع الثوري وفعالياته
بالإسكندرية بشكل كبير , وسط ردة متعمدة من النسخة الثانية لنظام الإستبداد بمصر.
وإجتهادي أن "الأمنجي" ليس كل من
يتربح من تسليمك إلى الأمن , أنما المفهوم يجب أن يكون أوسع , لذلك فإن
"الأمنجي" هو كل من يتربح من تعريض أمنك الشخصي والإقتصادي والإجتماعي
لخطر إنتهاكه إنسانيا ً وقانونيا ًبما يحقق مصالح أسيادهم في الإستبداد , إن كل من
يتربح من معرفتك أو معرفة عملك أو عنوانك أو تليفونك أو بريدك الإلكتروني لتعريضك
للخطر "أمنجي", إن كل من يتربح من معرفة إنتمائك السياسي أو الحزبي أو
الرياضي لتعريضك للخطر "أمنجي" , وكل من يتربح من تصويرك أو الإشارة
إليك أو عرقلتك أو يستجوبك أو خطفك وأنت تمارس حقوقك الإنسانية والقانونية لتعريضك
للخطر "أمنجي" .
"المرشد" :
و"الأمنجية" لهم أنواع ودرجات
يتمايزون بها , وينقسمون إليها , أدناها "المرشد" وهو شخص
"أمنجي" يتم تجنيده خارج
التنظيم الذي يتابعه , ويكون دوره هو
تصنيف ومعرفة الأشخاص وبيانتهم وإتجاهتهم , وبذلك يكون دوره مجرد
"ناضورجي" ناقل للمعلومات الخاصة بالأشخاص .
"الجاسوس" :
وأوسطها "الجاسوس" ويتم تجنيده من
داخل التنظيم الذي يتابعه , ويكون دوره هو تصنيف الأفكار ومعرفة قدرات المجموعات
على تنفيذها , ونقاط قوة وضعف المجموعات ,
ولذلك يكون دوره مصنف وماسح للأفكار ومدى قدرة المجموعات على تنفيذها , وبذلك عمله
يكون تالي لعمل "المرشد" بعد التأكد من أن الأشخاص على قدر من الصعوبة
في التعامل الفردي معهم لقوة الأفكار المؤمنين بها.
"العميل" :
وأعلاها "العميل" ويتم تجنيده من
الأشخاص الذين لهم رابط عضوي بالجهة التي تجمع المعلومات , ويتم زراعته داخل التنظيم الذي يتم
متابعته , ويكون دوره هو طمس الأفكار , وإضعاف نقاط القوة , وتقوية نقاط الضعف ,
ودب الفتنة بين أعضاء التنظيم , وبذلك يكون عمله تالي لعمل "الجاسوس"
بعد التأكد من أن التنظيم على قدر من صعوبة في التعامل الجماعي معه لقوة هيكله
الداخلي وتماسكه.
"البلطجية" :
وإذا كان الثلاثة أصناف السابقة من
"الأمنجية" يعملون في مجال المعلومات والتاثير العقائدي والفكري
والتنظيمي , فهناك صنف رابع هم "البلطجية" , ويكون دروه هو إستخدام
القوة البدنية أو الإقتصادية أو الإجتماعية في إنتهاك حرية وحرمة الأفراد
والتنظيمات والتربح من ذلك , وبذلك يكون دور "البلطجي" التهديد والضرب
والسحل والخطف والقتل , وهم درع النظام وعصاته الأولى , ولا يزال مشهد الشاب الذي
كان يجري ورائه بعض داخلية النظام , ثم يقوم أحد الذين كانون من ثوان إلى جواره بزي
مدني بطرحه أرضاً حتى ينالوا منه , إلى
جانب مشهد اليوم الثاني من احداث المنشية عندما تجمع امام داخلية النظام أعداد من
"البلطجية" قاربوا أعداد المتظاهرين يومها , إلى مشهد حارس الجراج الذي
شاهدته يقوم بالقبض على الشباب يومها.
أرذل الناس :
وعلى الرغم من التنوع السابق شرحه نجد أن ما
يجمع "الأمنجية" دائما أنهم من مرضى النفوس , وأحقر الجبلات , وأرذل
الناس , يقول الكواكبي عنهم :" يرجع المستبدُّ إلى نفسه قائلاً: الأعوان
الأعوان، الحَمَلَة السَّدنة أسلمهم القياد وأردفهم بجيشٍ من الأوغاد أحارب بهم "
التربح من وظيفة "الأمنجي" :
والتربح من وظيفة "الأمنجي" قد
يكون تربحاً ماديا ً أو معنويا ً , فلا تستغرب من وجود "أمنجي" يرضيه
مجرد القرب من سيده المستبد , وقد يكون تجنيد "الأمنجي" تم بإكراه مادي
ومعنوي أو تجنيد رضائي من "الأمنجي" نفسه , وعمل "الأمنجي"
على قد تربحه أو أمله في الربح المنشود , بل من الممكن إستخدام "أمنجي"
مصاب بمرض نفسي يستعمل كـ "مرشد" , واظن أن هذا ما نراه في فاعليات
الثورة منذ فترة , بل ولدينا من الأمثلة والأسماء ما قد يثقل الذكر هنا .
"الامنجية منتشرين" :
ونجد "الأمنجية" منتشرين إنتشار
الذباب في الحياة , فنجد منهم في كل وظيفة , وكل إدارة وكل موقف , ومشاركتنا
للمجتمع الثوري وفعالياته , وجدنا منهم "هاتيفه" يحملون على الأعناق ,
وأعضاء أحزاب وحركات سياسية وإجتماعية , وفنانين مدعين , ومديرين لصفحات تواصل
إجتماعي , ومحامين , ورافعين لصفة الناشط , ورجال أعمال , وأصحاب محال , والباعة
الجائلين , كما وجدنا بالطبع ضباط وأفراد شرطة "بزي مدني" , وغيرهم كثير
, والأكثر سوءاً وجدنا منهم مدعين لمهنة الصحافة.
"الأمنجية" والعمل الجماهيري :
ويمكن أن نرصد أن "الأمنجية"
يرهقون ولا يحبون العمل على التنظيمات الأكثر إرتباطا ً بالعمل الجماهيري , فهي
مرهقة وعائدها دائما أقل من مجهودها , و"الأمنجي" يريد أن يستسهل في
أداء عمله , ولا يحب أن يعرض نفسه لمخاطر غير مدفوعة الأجر , كما أن
"الأمنجية" يزهدون ويخافون من التنظيمات التي تعتمد على فكر وعقيدة
نظراً لأنها أكثر تعقيدا ً من قدراتهم المحدودة , اللهم إذا كان الجهة التي تطلب
المعلومة أو تواجه تلك التنظيمات قادرة على إنتقاء "الأمنجية" بحرص ,
وتدفع لهم بسخاء.
خاتمة :
ولا يضن التاريخ علينا بـ "الأمنجية"
فهناك لكل "أدهم شرقاوي" "بدران" , ولكل "عرابي"
"خنفس" , واثرهم على حركة التاريخ ليست بضئيلة , لذلك يجب أن نعمل على
التطهر من "الأمنجية", يجب أن نحافظ على كل من يريد أن يشاركنا ثورتنا ضد "الأمنجية" , ولا وقت للكسوف لأن فلان "الأمنجي" داخل في عب علان , للأن اللي بيكسف في الثورة ما بيجبش مطالب , وفي ذلك رسالة قوية لكل من يجند "الأمنجية " لإنتهاك
الثوار , وعلينا العمل على تفعيل آليات نقضي بها عليهم لضمان أن الثورة مستمرة.
بصراحة مقال جامد
ردحذفنتمنى أن نكون عند حسن ظنكم دائما , ونتمنى أن تتابعونا لتجدوا كل ما يريضيكم
حذففعلن مقال رائع لاننا لازم نعرف الناس مين هم الامنجية وخطرهم على كل شاب ثورى وطنى
ردحذف