صورة أرشيفية |
بقلم : سعيد عز الدين
لن نستطيع كسر دائرة العنف إلا إذا فهمناها و تعرفنا على مكوناتها، و لن يستطيع كسرها إلا من يمتلك القدر الأكبر من الشجاعة.
تبدأ تلك الدائرة بمرحلة تنامي الشعور السيء تجاه المجتمع، و يمكن ان يرجع ذلك لأسباب عديدة, إما صراع طبقي أو سياسي أو مشاكل اقتصادية، أو مشاكل تعرض لها المعتدي في صغره أو شبابه، أو فقدان القدرة و بالتالي الرغبة في تحقيق الذات بشكل سوي.
الخطوة الثانية في دائرة العنف، هي ترجمة الشعور السيء، لسلوك انتقامي، او استعراضي في محاولة لإشباع نقص ما أو للإنتقام من الآخرين.
وتأتي الخطوة الثالثة، مرحلة التبرير، والتي يتفنن فيها المعتدي لتبرير سلوكه العدواني، و يلقي باللوم على كل من حوله في هذا الموقف و ينكر أي خطأ وقع هو فيه، و في الأغلب و الأعم أنه يجد أيضا من يبررله أفعاله استنادا لقضية أخرى منفصلة نوعا ما، فيما يعد حالة من حالات تحويل الصراع.
وإذا نجحت عملية التبرير، سيقودنا هذا للخطوة الرابعة والأخيرة في دائرة العنف، وهي مرحلة تجاهل كل ما حدث و محاولة التصرف بشكل طبيعي، من الطرفين، الضحايا و المعتدين.
وهذه المرحلة هي أخطر مرحلة، و هي التي تمهد
الطريق لتجدد الإنتهاك مرة بعد مرة، و كلما تكررت تلك الدائرة، كلما احتاج الأمر
لتدخل طرف ثالث للمساعدة في كسرها , ووضع حد للإنتهاكات.
دائرة العنف يمكنها أن تغطي فترة طويلة أو قصيرة من الزمن ، كلما استمر تكرار هذا النمط، تزداد حدة العنف و أصبحت الاعتداءات أيضا أكثر خطورة.
في كثير من الأحيان، يصبح الضحايا محاصرين في دورة من العزلة عن الأسرة والأصدقاء , الضحية قد تشعر بالخجل من المجتمع ككل، وقد يستطيع المعتدي أيضا الحد من تواصل الضحية مع العائلة والأصدقاء بشكل أو بآخر.
بهذه
الطريقة، تدور حياة الضحايا في فلك المعتدين فقط ، و يقل بشكل تدريجي من حولهم عدد
الأشخاص القادرين على المساعدة.
وعادة بعد
أي إعتداء جسيم، يعتذر المعتدي، ويظن أن رصيده لديك يسمح، و يتعجب جدا إن لم
تسامحه فور إعتذاره .
ولا يسأل أحد , هل إعترف المعتدي بإنتهاكاته من دون إلقاء اللوم على أي طرف آخر؟ , هل يدرك المعتدي أثر سلوكه السيء الذي قد يمتد لما هو أبعد من إلقاء القبض عليه أو سجنه؟ , هل تفهم المعتدي مدى الضرر الذي وقع على الضحايا وكيف تأثر المجتمع ككل بنتيجة أفعاله؟ , هل يستمع المعتدي للنصح أم إنه يستمر في الإنفعال كلما نصحه أحد ويزداد غضبا؟ , هل يستمر المعتدي في إلقاء اللوم على الضحايا على أفعاله تجاههم؟.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق