بقلم : عبير أحمد
اسال الله العلي القدير أن يفرج همك وينفس كربك ,
وأن يوسع عليك ضايقتك وأن يخلفك خيراً في ما راح من عمرك خلف القضبان , وأسمح لي
أن أشاركك معاناتك وأن أقف بجانبك ولو لفترة قصيرة من الوقت أكتب لك هذه الأحرف من
داخل أعماق قلب ذكرك فاحبك فأرخص كل ثمين ليصلك.
أكتبها وأنا في جعبتي الكثير من مشاعر الحب لشخصك
الأبي الفذ وروحك الصابرة المحتسبة.
أخي الحبيب من يوم ما تم ادخلك هذه المكان , ونحن
ندور في دائرة مغلقة , تم آخذك من البيت
الي القسم وانت ونحن لا نعلم لماذا تم القبض عليك , وهناك تعرضت لابشع انواع
التعذيب , وعلى الرغم من ذلك كنا نراك تضحك , على الرغم من كل القهر والتعب والوجع البادي على وجهك ,
لأنك لا تريد ان تظهر هذا لنا فتضحك معنا.
أعلم يا اخي إنك لم ترى وجه امك منذ ان ادخلت
هناك , ولكن يا اخي سهل على نفسك , فانت تذوق التعب والقهر في هذا المكان المستوحش
ونحن ايضا نراه خارج هذه المكان عندما ناتي لك.
اخي عندما كنت في القسم كنّا نذهب إليك كل يوم لنراك
, وكان هناك يتم استنزافنا مادية ومعنويا ونفسيا , حيث أن كل شئ بالفلوس حتي الكرامة
عندهم بالفلوس .
وفي يوم ذهبت لك لأعطيك علاج لأنك كنت مريض , هذا
اليوم لن انساه , اليوم المشئوم ٢٠١٥/١٢/٣١ , وعندما ناداك الحارس , ولما أتيت
مسرعا لتنفذ اوامره , قام بضربك بمقبضة الباب , ثم ضرب رأسك في باب حديد وخبطك على
الارض , وانا أقف اصرخ به , ولكنه لا يرضخ لصوتي وتوسلي له.
اخي لم انسي ضربك , ولن انسي صوت ارتطام رأسك في
ارض الحجز الي الان اسمع هذا الصوت , ومن ذلك الحين يا اخي أقسمت اني لان أتنازل
عن حقك او أتهاون فيه.
وأعلم يا اخي انه عندما تم تهديدك وضربك لتتنازل
عن هذا المحضر , وهو أمر لا يغتفر لأي احد , فقد عرفت أنه تم ترحيلك بعض اربع ايام
تعذيب وتهديد , ولكن انت صبرت وانا صبرت ولم يتم التنازل.
اخي لم أعد أري براءة الأطفال التي كنت اراها
دائما في عينك , نعم كنت ارها رغم كلامك عن انك تريد ان تخطب وأنك تحب , ولكن كنت دائما
طفل امامي لا يكبر .
ولكن عندما ذهبت إليك لاراك في السجن , ولم أتمكن
من رؤيتك لأَنِّي اختك من الدرجه الثانية , وكنت ابكي لأَنِّي بيني وبينك بعض
الامتار ولا اراك , ولكن رجعت مره ثانيه
وتمكنت من ان اراك واضمك الي صدري , واسمع تنفسك واسمع نبض قلبك يخفق وارى نظرات
عينك بفرح لرؤيي ولكن نظرت الحزن والخوف هي ما أحزنتني.
اخي عندما فرحنا بخروجك وأنك سوف تكون معنا بعض
ايام , علمت ان النيابه العامة لم ترسل
بالأوارق التي تتمم خروجك , وقال مسؤل السجن انهم أرسلوا استعجال ثلاث مرات ومن
اجل هذا الروتين لم يتم أخراجك , وتم تأجيل ليوم لا نعلم اي يوم ولكن اريد ان اقول
لك حافظ ع صلاوتك وحافظ علي قراءة القران .
وأقول لك وكل انسان في هذه الشده ان تتحلوا
بالصبر , وادعو الله لك ولكل شخص نعرفهم ولا نعرفهم , دائما ان يفرج الله كربكم ويخرجكم كما اخرج
سيدنا يوسف عليه السلام من السجن .
واذكرك اننا
نريدك قوي , ولا تخاف من اي شئ , ونحن ننتظر خروجك سليم معافى من كل شئ , وكما
تقول "ماهينور المصري" : "اننا لا نحب السجون ولكن لا نخاف منها"
, واتمني لها هي ايضا الخروج من هذا
المكان.
اخي احبك
كثير وأريدك دائما بخير.
اختك الحبيبه
كلام راقي ومن القلب
ردحذفالله يحفظكم ولله يطلق سراح السجناء
ردحذف