يعي
المستبد – في
الغالب - ما يسمى ما يسميه الصحفيين الرأي العام العالمي ولاسباب اقتصادية في
معظمها مثل حاجاته للقروض والاستثمارات والاسواق الاجنبية بما يجعله مضطر الى ان يكون
جزء من مجموعة , وغالبا ً ما تكون عضو في حلف عسكري معلن او سري , ولهذا يكون
المستبد مضطر الى طمئنه رأس المال العالمي وحكوماته بانها ستحترم اتفاقياتها
وعقودها , وستدفع فوائد قروضها وتسدد ديونها وان يجعل توظيفات رأس المال آمنة حتى
ينال نصيبه من الحماية ومن الكعكة .
الثورة ضربة دامية
وبذلك تكون الثورة واستمرارها ضربة دامية تحمل
في طياتها اصابة بالغة لهيبة النظام , وينكشف ضعفه , وتبدأ الفعاليات السياسية
للثورة وتوابعها في شكل مظاهرات ومسيرات واعتصامات وبيانات تتلوها احداث اكثر
خطورة من مواجهات عنيفة بنا يسبب انتقال عدوى الثورة .
وفي ظروف كهذه لابد من مستبد فذ – وهم قليل –
حتر لا يلجأ الى الاساليب القمعية مثل منع التجول او تعطيل الحريات المدنية او منع
الاجتماعات الشعبية وغيرها من التدابير غير الشرعية التي لا تؤدي الا الى زيادة
حدة الثورة , وتفتح حلقة من انهيار الاقتصاد , وتمزق التركيب الاجتماعي واهتزاز
نظام المستبد بما يمكن ان يسمى " مناخ الانهيار " , ولهذا قال الكواكبي
" إنَّ خوف المستبدّ من نقمة رعيته أكثر من خوفهم من بأسه؛ لأنَّ خوفه ينشأ
عن علمه بما يستحقُّه منهم، وخوفهم ناشئ عن جهل؛ وخوفه عن عجزٍ حقيقي فيه، وخوفهم
عن توهّم التخاذل فقط؛ وخوفه على فقد حياته وسلطانه، وخوفهم على لقيمات من النّبات
وعلى وطنٍ يألفون غيره في أيام؛ وخوفه على كلِّ شيء تحت سماء ملكه، وخوفهم على
حياة تعيسة فقط".
الكيان الثوري
وهنا
يجب على الثوار ايجاد كيان ثوري للحفاظ على فعاليات المد الثوري واستمراريته في
اطار فعال , وهذا الكيان يجب ألا يملك قراراً صالحا لجميع الحالات، ولكنه في حاجة
إلي نظرية صحيحة، اتصال حميم بالجماهير، فهم عميق لأبعاد الموقف، إدراك حسي ثوري
وعزم هائل. وكلما كان تغلغل الكيان الثوري في جميع ميادين النضال الأكثر تعمقاً .
وكلما كانت وحدة الهدف ونظام العمل أكثر وحدة
كلما استطاع الكيان أن ينجز مهمته في وقت أسرع وبطريقة أفضل" , كما يبين أن
" الصعوبة هنا تكمن في الحصول علي هذا التنظيم للكيان الثوري المتمركز،
المتلاحم داخليا بنظام مترابط بحركة الجماهير – بمدها وجزرها - ترابطاً حميماً ,
ويستطيع إيجاد شكل تمثل فيه الجماهير لا النخبة, يجب الإهتمام بالقاعدة الشعبية .
إنتزاع السلطة ... ضغط شعبي
انتزاع
السلطة لا يمكن أن يتم إلا في ضغط ثوري فعال من الجماهير ، ولكن عند القيام بهذا
العمل فإن عنصر الإعداد يصبح حتمياً بكل ما في الكلمة من معني. وكلما كان الكيان أفضل
في فهمه للأزمة وللحظة التفوق، كلما استطاع أن يعد القواعد الأساسية بطريقة أفضل.
وكلما استطاع أن يوزع أدواره بطريقة أفضل، كلما كان النصر أكيد , وكلما قل عدد الضحايا. فإقامة علاقة متبادلة بين
عمل محضر له بعناية وحركة جماهيرية هي المهمة السياسية – الاستراتيجية لهذا الكيان
الثوري.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق