|
سيارات الأجرة المتواجدة تحت طلب المواطن السكندري |
بقلم : محمود قاسم
"يا جارية اطبُخي .. يا سيدي كلّف" , مَثَل مصري قديم يتخذه السائقون بالإسكندرية
مبدئاً لهم في تحديد قيمة الأجرة بالنسبة لحالة السيارة، فدائما توجد علاقة طردية أنشأها السائقون
بين حالة السيارة , وأجرة الركوب.
|
نافذة سيارة أجرة توضح نوعية السيارات التي يركبها المواطن السكندري |
فإن كانت العلامة التجارية للسيارة "Toyota" فأجرة الوصول جُنيهان، وإن كانت السيارة ذات
علامة ""Daihatsu فالأجرة
جُنيه واحد فقط، أما إن كانت السيارة مجهولة الهُوية فالأجرة أقل من ذلك بالتأكيد.
وعلى هذا الأساس ونظراً لضآلة الدخل اليومي , ترى ذلك
منعكساً على حال السيارة , مما يُسفر عن تهديد سلامة الركاب، فأحياناً تتأرجح
السيارة بهم على الطريق , وما يلبث أن يتحرك باب السيارة بها، إذ تراه يتمايل
ابتهاجاً بالرقص المفاجيء له, ويضطر الراكب للإمساك بتلابيبه حتى لا يطير في
الهواء ويصطدم بأحد المارّة.
والفاجعة الأكبر أن تلك السيارات تعمل في شوارع
المدينة الفرعية في غياب دور الرقابة المرورية , حيث أن ذلك نوع من أنواع الرفاهية , التي لا تتواجد إلا بغرض الجباية.
بإلقاء
نظرة سريعة على حال الدول التي تُلزم سائقيها بتجديد سنوي للسيارات، نرى أننا في
حاجة ماسّة إلى "سيّد" قادر على النفَقَة لمساعدة الجارية في طهو طعامِ لذيذ , هل هناك "سيد" أقدر من الشعب , على أن يكون "سيد" حقيقي في كل أموره وقراراته , لا في النفقة فقط.
فيكون الشعب قادر على الرقابة بنفسه , حتى تكون مشاركته في إتخاذ القرارات , وتحمل التبعات منطقيا ً , أما منطق "التفويض" فليس حلاً , وستظل جملة "يا جارية اطبُخي .. يا سيدي كلّف" , هي السائدة في ظل تجهيل من هو الـ "سيد".
المواضيع المرتبطة :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق