بقلم : سمية علي
استيقظنا علي عويل ونحيب الأمهات الثكالي وذهول الآباء
الملكومة , استيقظنا علي حزن جديد يرج أرجاء المحروسة , استيقظنا علي أحلام تحطمت علي أمواج عفية
, غرق مركب رشيد
التي كانت تقل ما يقرب من 300 شخص مابين رجال ونساء وأطفال، هربوا من جحيم الوطن
ليرتموا في أحضان الغربة علي أمل أن يحيوا حياة كريمة.
غامر آباء بأرواح أسرهم حرصا عليهم وليس إهمالا إنما هو يأس اجتاحهم. رأينا ردود الأفعال بين شامت وناقم وحزين، لم نري من حكامنا إلا رد
فعل هزيل لا يحل الأزمة بل يزيد من إصرار الغلابة على الفرار من جحيم الوطن حتي لو
كان هذا الفرار إلى قاع البحر. نري اليأس يجتاح
قلوب هي من المفترض في ريعان أملها وعزمها،نري الدماء والسجون أمامنا وخلفنا لا
مفر منهما لذلك تثابر النفوس علي الهرب، نسخر من انتمائنا لهذا الوطن العفن ومن
عيشنا فيه.
وتصر الصرخات أن تملأ جوانب حياتنا وأن تعمي الدموع أعيننا لا أمل في
هذا الوطن، كل منا يتمني أن يستقل مركب رشيد أن يهرب من حياة شبيهة بالموت إلي موت
هو أقرب للحياة. والموجع أكثر أن من عشم الناس بأنهم نور عينيه لم يجعلهم حتي رباط
لنعليه، بل كل مايهمه كيف يضع يده في جيوبهم حتي يحصل علي الفكة وان يمتص من
دمائهم يحييه.
أصبحت مصر تحيا
بدماء مواطنيها , مركب رشيد وجع يتجدد كل يوم بل كل دقيقة..ابكوا أنفسكم فمن غرقوا
نجوا من حياة الأموات .
مواضيع مرتبطة
حرث البحر الغريب ...
مواضيع مرتبطة
حرث البحر الغريب ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق