صورة أرشيفية |
بقلم : إسلام أبو المجد
لابد
ان نلاحظ ان ان اللحظات الثورية يمكن ان تنشأ عندما تشعر الجماهير أنها تفقد ما
لديها , ما قبلته من مكتسبات خلال عهد الإستبداد , وبدأ يتلاشى , أو قد تنشأ بشكل
تلقائي عفوي لعموم الجماهير كتعبير عن الظلم والاحلام المكبوتة او عوامل اخرى مثل
اسباب الاضطهاد الديني لفئة , او حادث سياسي يسبب اراقة الدماء , أو فوضى مرحلية .
الفرز
الثوري ...
ويبدأ
كل الذين ينتظرون من زمن بعيد القرار ليحددوا الدور الذي يمكن او يجب على كل منهم
ان يلعبه بالثورة , واعضاء الاحزاب المعارضة
الذين اقتصروا حتى ذلك الحين على اصدار البيانات وكتابة المقالات فانهم يجدوا
انفسهم مضطرين ان يتخذوا موقف ما , وتكون الحركة الثورية القوية عامل مساعد على
تحديد الانتماءات فمن سينضم للثوار ؟ ومن سيبقى على الحياد ؟ ومن يشارك المستبد في
أعماله ؟.
وفي
الشارع تعلن أهداف الثورة ومبادئها بالبلاغة المطلوبة , من يجرؤ على طرح مبادئ
اخرى ؟ إنها مطالب شعبية تعبر عن الشعب .
اليد
الأجنبية ...
ومنذ
هذه اللحظات الثورية وفي كل اوقات بزوغ المد الثوري بين الجماهير تبدأ السفارات
الاجنبية في السؤال , ولا تتردد من التواصل مع المعارضة التقليدية , بل ومع من
يمكنها التواصل معهم من الثوار بشكل غير مباشر, كما تظل على إتصال بالمستبد , تعمل على قياس قوة كل طرف , تريد أن تصل لمن غلب , بل تحاول أن تشكله , أو تشكل طريقه , حتى تحافظ على مصالح دولها , ونجاحها أو فشلها يتعلق بمقدار سيطرة الإنتهازية على متصدري المشهد.
الإعلام
... والمستبد
كما
تبدأ أجهزة الاعلام الأجنبية ثم المحلية في وضع نفسها كمنبر للثوار رغم ضيق
المستبد بهذا , فيبدأ في العمل على التضييق عليهم , واطلاقه العنان للأعلام الذي
يسيطر عليه للقيام بحملات مضادة , ولذلك لا يهتم المستبد حقا ً لفقد بعض رجال امنه
او نظامه حتى من هم في اعلى المراكز , كل ما قد يفعله لهم ان يناور لعدم التضحية
بهم , ولكن عندما يجد الجد فلا مناص من ذلك , فالسلطة اولى وأهم , كما
ان ضمان المصالح العليا للاستمرار النظام أكثر اولوية .
وانما يهمه الدعاية التي تنتج عن كل هذا والتي
تبذر الشكوك في مدى استقرار المستبد وصلابة سيطرته على استقرار آليات السلطة والاقتصاد
, وتبقى حيرة المستبد في كل خطوة يخطوها والسؤال الدائم ... هل الثورة مستمرة ؟ ,
وتظهر البيانات الاعلامية المطمئنة , وتعزز المواقع الامنية باكبر عدد من القوات
ويتم العمل على التنسيق مع العناصر الاجرامية الموالية للمستبد للتحرك , من أجل إخماد
الثورة واستمراريتها .
التحدي ... كافي في البداية
في البداية يكون التحدي كافيا ً فوجود الثورة لأن يفقد المستبد سمعته , ويساعد هذا قضية الثوار لكن الصعوبة تكمن في الاستمرار سياسيا ً لتكوين وتشكيل العمل الثوري , في حين ان المستبد يحاول الحفاظ على مظاهر الاستقرار حتى يحافظ على بقائه , ويكون العمل بالنسبة للثوار إثبات صلابتهم والقدرة على اكتساب العون الشعبي .
في البداية يكون التحدي كافيا ً فوجود الثورة لأن يفقد المستبد سمعته , ويساعد هذا قضية الثوار لكن الصعوبة تكمن في الاستمرار سياسيا ً لتكوين وتشكيل العمل الثوري , في حين ان المستبد يحاول الحفاظ على مظاهر الاستقرار حتى يحافظ على بقائه , ويكون العمل بالنسبة للثوار إثبات صلابتهم والقدرة على اكتساب العون الشعبي .
وعندما
يصبح واضحا ً ان المستبد لا يستطيع الحفاظ على النظام او قمع الثورة , يزداد المد
الثوري , وتبدأ الفظائع التي يرتكبها المستبد , تنشأ عنها وقوع شهداء وتنظيم جنازات
كبيرة في مواكب يقودها عائلاتهم , ومسيرات تعبير عن السخط الشعبي .
ولنا في الحديث بقية...
المواضيع المرتبطة :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق