 |
| طارق المهدي محافظ الإسكندرية يمسك النباش من ملابسه |
بقلم : إسلام ابو المجد
تصوير : (آخرون)
أمسك طارق مهدي محافظ الإسكندرية أثناء مروره في الشارع
بـ "نباش قمامة" من تلابيه - ملابسه- بصورة أقل ما يقال أنها مهينة وقاسية وغير
إنسانية , بل وأقول أنها غير قانونية , وعلى نحو "عنتري" , مرفوض مرفوض
مرفوض.
وجود النباشين ... فشل إدارة ملف النظافة
إن وجود النباشين بالشوارع حتى الآن هو نتاج فشل في
إدارة ملف النظافة العامة , وليس هو السبب , ولا يجب أن نلقي عليه بالمسئولية عن
مشكلة لازالت تتفاقم , بل أنت يا محافظ الإسكندرية المسئول.
تخبط إدارة المحافظة في هذا الملف واضح وضوح الشمس في
نهار الصيف , فمن مبادرات ومشروعات وإجتماعات , إلى تراكم القمامة في الشوارع في
كارثة صحية وإجتماعية تتزايد يوما ً بعد يوم , ومن طارق مهدي إلى حسن البرنس إلي
اسامة الفولي إلى محافظي المخلوع لا حلول حقيقية , إنما مجرد تسكين وتنويم لحاجة
المواطن السكندري في مجتمع نظيف.
الـ "نباش" ... خرج عن القانون ... والجميع أيضا
ولا يجب أن يكون ضحية هذا حقوق إنسانية لـ
"نباش" , هو خرج القانون ومارس أفعالا تجرمها قواعد قانونية وضعتها
"الفئة المسيطرة" بالمجتمع , ولكن من لم يخرج عن القانون.
 |
| طارق المهدي محافظ الإسكندرية يمسك النباش من ملابسه |
ألم تعرف أيها المحافظ أنك خرجت عن القانون عندما أمسكت
الـ "نباش" بتلك الطريقة , , أأدركت أن إداراتك وأجهزتك التنفيذية هي من خالفت القانون بعدم عملها على رقابة أداء "شركة النظافة , ألم تعرف أن "شركة النظافة" المتعاقد
معها بعقد يدر عليها ملايين الجنيهات , وهي لا تقوم بإلتزاماتها التعاقدية - إلا
على سبيل ذر الرمال في العيون – , وإذا قامت بها بالأسلوب الذي يرصده كل سكندري ,
تخالف عدد لا يحصى من القوانين أولها قانون البيئة , فضلا ً عن عقدها .
لماذا لم بتمسك تلابيب مسئولي أجهزتك التنفيذية المتقاعسين عن اداء واجباتهم والوظيفية , وهم حولك في جولتك ؟ , لماذا لم تمسك بتلابيب مسئولي "شركة النظافة" الذين يتركون الشوارع؟ , حتي يتراكم بها القمامة بما يسمح للنباشين بمخالفة القانون , حتى يجدوا لقمة العيش وسط "الزبالة".
ألم يلين قسوتك شرود نظرته وحيرته وقلة حيلته , ألم يرخي قبضتك فقره وعوزه , ألم يكن من المقبول لديك أن تحسن معاملته فقط كإنسان حتي يأتي أحد من لم يقوما بأداء عملهم , فيقوم "فقط" بإتخاذ الإجراءات القانونية.
لن نقبل الإستبداد والقمع
وأعلمك أن "الكواكبي" في كتابه طبائع
الإستبداد ومصارع الإستعباد : "يراد بالإستبداد عند إطلاقه استبداد الحكومات
خاصّةً ؛ لأنّها أعظم مظاهر أضراره التي جعلتْ الإنسان أشقى ذوي الحياة" , وإن
كنت تريد أن ترسل لنا رسالة , فقد وصلت , كما
وصلت رسالة أسلافك الذي جلسوا يوما ً على كرسيك , وأقول لك أننا لن نقبل بأن
يتستبد بنا , أنا من كان.
وأدعو كل سكندري حر التضامن مع الـ "نباش"
الذي أهانه المحافظ , وأطلب من جميع الحقوقيين الإهتمام بهذه القضية , لأنها قضية
"الإنسان" في مواجهة موجة قمع للإنسانية , تطل بها حقيقة , أن النظام
الذي خرج من أجل التخلص منه الملايين في ثورة تلاحقها موجات ثورية , لازال لم
يسقط.
فالمجد دائما للجماهير , والمجد دائما للمجهولين , الذين
دائما يسقون شجرة الحرية بالدماء والألم , من القبور والسجون , أموات أو أحياء ,
فهم محرك ثورة مستمرة.
شعبوية الشارع ... لن تنجي من الحساب
إن الإرتكان الآن على إتجاه شعبوي بين الجماهير , مرتكن
على الوهم , ليس آمنا لأن أقنعة الإستبداد والقمع تسقط يوما ً بعد يوم , وسيأتي
يوم يزول الوهم , وتسطع الحقيقة , وتشرق شمس الحرية ليحرق ضوئها المبين درن
القابعون في الظلام.
أيها المستبد لعلك الآن تفعل ما تنبأ به
"الكواكبي" حين قال : "ثمَّ يلتفت إلى جماهير الرّعية المتفرجين،
منهم الطائشين المهللين المسبِّحين بحمده، ومنهم المسحورين المبهوتين كأنهم أموات
من حين".
ولكننا نؤيد ما عرفه "الكواكبي" حين قال :
"أنَّ خلال الساكتين بعض أفراد عقلاء أمجاد يخاطبونه بالعيون؛ بأنَّ لنا
معاشر الأمَّة شؤوناً عمومية وكَّلناك في قضائها على ما نريد ونبغي، لا على ما
تريد فتبغي. فإنْ وفَّيت حقَّ الوكالة حُقَّ لك الاحترام، وإن مكرت مكَرْنا وحاقت
بك العاقبة" , وأعدك أننا سنظل نرفض الإستبداد الآن , كما رفضناه من قبل.
المواضيع المرتبطة :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق