بكاء أم أحد شهداء جمعة الغضب بالإسكندرية |
بقلم: إسلام أبو المجد
طوبى لكل "أم"، وسحقا ً لكل "مستبد" "طاغية" في كل نسخ نظام فاسد مفسد لم يسقط بعد، باعد بين كل "أم" وبين أبنائها قتلا ً وحبسا ً ومطاردة وتشويه مستقبل، وسكت عن جرائمه الناس، فزاد في آلامها سكوتهم وجحودهم، فسكبت دمعها في خلوتها، وصبرت، واحتسبت.
أليس بينكم رجل رشيد، كيف يأتي عيد "أم" بدون
أن يأتي الأبناء، فالأبناء إما بالقبور أو السجون أو ينتظرون، أو ضائعين هائمين
وراء كل ضال مُضل، مقابل مجرد أمل في قوت يوم أو فرصة في أي شئ.
كيف يأتي عيد "أم" وأنتم تباعدون بينها
وبين أبنائها؟، وهي التي لها أولى حق في صحبة هؤلاء الأبناء، وتكريمهم لها، كيف
وأنتم تبعدون الأبناء في غياهب الظلم.
كيف يأتي عيد "أم"؟ وهي تبكي أبنائها، ولا تجدهم ليمسحوا تلك الدموع، التي ستتجمع وتفيض كاسحة كل مستبد، قاتل، باغي شر بأبنائها، إلى مزبلة التاريخ، حيث النسيان والخزي والعار.
في عيد "أم" .. بلا أبناء، يُكوى قلب
"أم" وابنها عنها بعيد، فقط تناجيه عبر أثير الفضاء، أمام قبر أو من
بين قضبان زنزانة أو في ذهنها لأنه مطارد في وطنه.
ولا نعطي لهذه ال "أم" ما يطفيء حريق قلبها
الوسيع، فيُبرّأ ويُكرّم القاتل، ويُسجن ويُطارد البريء، ويستمر نظام الاستبداد ينسخ
نفسه في صور متعددة، ويجعل كل "أم" دافعة للثمن من فلذات كبدها.
أم الصافي جمعة شهيد جمعة الغضب بالإسكندرية |
قالت أحد أمهات المقبوض عليهم: "إزاي يبقى فيه عيد
أم، وابني محبوس ونفسه مكسورة"،
وقالت أخرى ابنها شهيد: "عيد أم
فين، ولغاية دلوقت مفيش عدل"،
فأي عيد "أم" بلا أبناء؟!
طوبى لكل "أم"، وعزاء بأن الثورة مستمرة،
حتى يعود حق الأبناء، فيعود عيد الـ "أم"، ولتتمكن كل "أم"
أن تخبر أبنائها أن هديتها منهم كانت "حرية".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق