صورة أرشيفية |
بقلم
: شيماء حسن
جلست
العروس ذات الـ 34عاما في إنتظار عريس المستقبل , وهى على تتشوق للنظر له وفى
خيالها شكله وطوله وطريقة كلامه , يدق جرس الباب وكأنة يطرق كل جزء من جسدها
متشوقة ومتخوفة في آن واحد , يدخل العريس وطنط "حشرية" الخاطبة وزوجته ,
نعم زوجة العريس الأولى فقد قرر هذا الـ
"شهريار" أن يتزوج بالثانية لعدم قدرة الأولى على الإنجاب , وهذا حقه .
يدخل
الجميع حجرة الصالون المخصصة للضيوف والعرسان , وتدخل العروس – التي لا تعلم
المفاجاءة - عليهم في منتهى الكسوف والخجل وتسلم على الجميع , وأعينها في الأرض من
كثرة الكسوف , يقوم العريس بتعريف المرأة الثانية
للعروس : "زوجتي " , تندهش العروس من جرأة هذا العريس وإستسلام زوجته
أيضا.
تجلس لتأخذ برهة من الوقت من أثر المفاجأة
فيتحول كل نظرها إلى زوجته , التي هي قادمة لكي تخطب لزوجها , فهل هي ضعيفة لهذه الدرجة أم قوية أم مستسلمة أم
ماذا؟ , تنظر العروس لها ووجهها يتلون كل دقيقة بلون بسبب إعجاب العريس لها , ولكنها تتألم
أيضا , وفى خيالها إن لم تنجب هي الأخر ماذا سيكون مصيرها , يمر الوقت يتعرف كل
الإطراف على بعضهم البعض .
والكل عقله مشغول بشئ فطنط "حشرية"
تنتظر المكافأة من العريس وأم العروس ,
والزوجة تتمنى عدم موافقة العروس , أما العريس فيقوم بأنشاء جدول للزوجتين فالأولى
ثلاث أيام والثانية أربعة لا الأولى يوميين والثانية الباقي.
تنظر العروس لهم وكأن الزمان يتوقف بها , تنظر
إلى أعينهم واحد الو الآخر , فتنتفض مسرعة خارج حجرة الصالون معلنة عدم موافقتها
على هذا الوضع , ضاربة بكل شئ عرض الحائط , ضاربة بهذا المجتمع الذي حكم عليها أن
تقبل بنصف زوج لبلوغها سن الثلاثين , ضاربة أن تتزوج هذا الرجل ولم تنجب فيكون
مصيرها مثل مصير الزوجة الأولى , ضاربة كل العادات والتقاليد عرض الحائط , فقد
قررت هذه العروس أن تعيش "عانس" على أن تكون مجرد رقم في جدول هذا الرجل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق