صورة أرشيفية |
محلي – الإسكندرية : إسلام أبو المجد
قال الاستاذ الدكتور محمد المهدي
أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر , أن طريقة تناول الإعلام الحالية للأحداث
السياسية تؤثر سلبا ً في نفسية الطفل , وأشار أن كثرة مشاهد العنف تؤدي إلى الخوف ,
حيث يعتقد الطفل أن الأحداث قريبة منه , وأكد أن الخوف والقلق يكثران في الفتيات بينما
يكثر السلوك العدواني لدى الأطفال الذكور.
كما أشار محمد المهدي أن الإستقطاب المجتمعي وخطابات الكراهية والعنصرية, وكل هذا يضع الأطفال في حالة حيرة وارتباك وانشقاق خاصة لو أصابت هذه الآفات العائلة الواحدة. وتصبح هناك تساؤلات للأطفال يصعب الإجابة عليها, وتترسخ في نفوسهم الكراهية والرفض لشركائهم في البيت أو الشارع أو الوطن.
كما أضاف أن تكوين افتراضات أساسية غير سوية لدى الطفل مثل "الحياة غير آمنة" , "الإنسان غير مصون" , "الآخرون أعداء" , "العنف هو الطريق الوحيد للحصول على الحقوق" , "الاحتشاد في الشوارع والميادين يفرض الرأي على الجميع".
وقال محمد المهدي : "التأثير
السلبي للإعلام على الطفل يحدث نتيجة إعطاء معلومات مغلوطة أو مجتزئة أو أحادية أو
مشوهة , بما يؤدي إلى تركيبة معرفية مضطربة لدى الطفل , أو تسريب رسائل تربوية
سلبية من خلال نماذج سلوكية مضطربة كالفهلوة والكذب والاحتيال والتحايل على
القانون, أو بث رسائل عنف تغري الطفل أن يسلك سلوكا عنيفا لفظاً أو فعلاً, أو استلاب الوعي من خلال وسائل
الإيحاء القوية وعوامل الإبهار الفني بما يؤدي إلى تعطيل العقل النقدي, أو إعطاء
رسالة أحادية تستقطب الطفل في جانب وتجعله متصارعا مع الجانب الآخر في المجتمع, أو
استنزاف معظم وقت وطاقة الطفل بما يجعله غير قادر على المشاركة في أنشطة أخرى لها
أهمية في حياته".
وفي نفس السياق قال الأستاذ الدكتور وائل أبو هندي أستاذ الطب النفسي بجامعة الزقازيق : "يلاحظ أن هناك الآن مناخا من الإثارة والتوتر، بإيجابياته وسلبياته، وأنه يوجد وضع من التشويش الذهني العالي عند الكثير من المواطنين، يصل عند البعض إلى مستوى الانهيار النفسي، ورصدت أعراض اضطراب الكرب الحاد Acute Stress Disorder وبمستويات من الشدة ومظاهر توحي بأننا سنشهد كثيرين في مصر مصابين باضطراب ما بعد الصدمة Post Traumatic Stress Disorder ، بل ورصد بعضنا أعراضا ذهانية من هلاوس وغيرها.. , في حالات راجعت العيادات النفسية خلال الفترة القليلة السابقة إضافة إلى تسجيل عددٍ من الانتكاسات في المرضى السابقين".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق