أكثر
من 48 ساعة على الاختفاء القسري لأخي الأصغر "حاتم" ذو الـ 17 سنة , وطالب الثانوية العامة الذي لم يتبق على موعد
امتحاناته النهائية سوى حوالي 8 أيام , كانت آخر مكالمة ما بينه وبين أخيه شريف
عصر الثلاثاء 27 مايو عندما أنهى درسه ناحية منطقة سيدي جابر ، وكان الطريق في
غاية التكدس والازدحام بسبب إحتفال إنتخابي، فأخبره أنه سيضطر للمشي من شارع أبو قير
المزدحم، لـ منطقة رشدي على البحر ليركب من هناك للعودة للمنزل.
ومن
ذلك الحين , ولم نطرق باباً إلا وطرقناه،
فأبلغنا النجدة، وجميع المستشفيات، والأقسام،واستفسرنا من المنطقة الشمالية
العسكرية، و س12 ، وس3 شرطة عسكرية , والتحريات العسكرية، وإدارة النيابة
العسكرية، ومقر المخابرات ، بل وحتى المشرحة , وكانت
المفاجأة ما أكدته لنا بعض المصادر من داخل مديرية أمن الإسكندرية, أن
"حاتم" يقبع في تحقيقات "أمن الدولة" في ما يطلق عليها "سلخانة"
الدور الرابع .
والله
شئ جميل إن الدولة بكل هيبتها تكون مهددة من مراهق - 17 سنة
- لكن لا زالت وزارة "الداخلية"
رسمياً تنفي وجوده، وهو الآن - حسب الترجحيات والمصادر من الداخل - يُعتبر من ضمن "الخزين"
لأمن الدولة، أي أنه كالحاضر الغائب، موجود لكن لا يمكنك إثبات ذلك رسمياً.
قمنا
بعمل محضر إختفاء - رقم 71 ح بتاريخ 28 مايو2014 قسم
المنتزه ثاني - بعد أول 24 ساعة غياب , هذا
إضافة إلى الإخطار الأول للإدارة العامة للنجدة.
والآن
بعد أن وردنا معلومات - من بعض المصادر من داخل المديرية - تفيد بتعرض أخي "حاتم"
للتعذيب وإصابته في رأسه ، تقدمنا على إثرها منذ ساعات قليلة ببلاغ تصعيدي - رقم 481 بتاريخ 29 مايو 2014- لمساعد مدير
الأمن لقطاع حقوق الإنسان.
وأخيراً،
أود بشدة أن أشكر كل من قدّم ولا يزال يقدم كل أنواع الدعم والمساندة التي غمرتنا
خلال الساعات الأخيرة، وأتمنى من الجميع، أن لا يحاول أي منا تسييس القضية لصالح
فصيل بعينه، ليس تبرئاً من أية حزب أو حركة، وإنما لحقيقة أن أخي "حاتم"
، وأنا أيضاً لا ننتمي لأي فصيل بعينه، ونمارس أدوارنا ونُعبّر عن آرائنا
باستقلالية.
و"حاتم" مجرد طالب إختفى خلال طريق
عودته من دروسه الثانوية إلى منزله, وبالرغم من الحرص الشديد على عدم تسييس القضية
لصالح أي فصيل، فهناك العديد من التساؤلات المشروعة، التي سأحاول أن أستطرد فيها
في وقت آخر، لكن هل بانتهاء الانتخابات واستفتاء الدستور يسقط الاهتمام عن القضايا
والأزمات الحقيقة , وكما أخبرنا أحد عناصر الداخلية، أنتم جايين في وقت غلط، إحنا
مش فاضيين, هل بذلك ينفض المولد؟ وهل هناك استقرار حقيقي مع تنامي ظاهرة مثل
الاختفاء القسري؟ وسؤالي الأخير والمستمر حاتم فين؟.
المواضيع المرتبطة :
الغموض يحيط بإختفاء طالب ثانوي ... وأنباء عن إحتجازه لدى الأمن الوطني
المواضيع المرتبطة :
الغموض يحيط بإختفاء طالب ثانوي ... وأنباء عن إحتجازه لدى الأمن الوطني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق