صورة أرشيفية |
بقلم : سعيد عز الدين
أيها
الفيلد مارشال الطموح , لقد جانبك الصواب , فالشعب المصري لا
يحتاج لمن يحارب بالنيابة عنه ضد الإرهاب، بل يحتاج و بشدة من يحارب معه ضد العنف ,
لا من يستخدمه ضده.
لا أدري إن كنت تعلمت في كليتك العسكرية ،
ما هي أنواع العنف المحتمل، لكن، دعني أشرحها لك كما تعلمتها من تعليمي الحر
المتواضع.
لقد صنف رائد حل المنازعات
العالمي "يوهان جالتونج" العنف في ثلاثة رؤوس لمثلث ، أولها العنف
المباشر والذي نعلمه جميعا، أي العنف الجسدي كالضرب والقتل والتحرش وسائر
الانتهاكات المباشرة المنظورة.
ثانيا، العنف المؤسسي الذي يقدم مصلحة مجموعات على الأخرى، و يفرق بين فئات وأخرى ويوطد أركان الحكم لسلطة معينة , ويحرم باقي الشعب منها، ويحرم بعض المواطنين من الالتحاق بوظائف معينة مثل القضاء أو الشرطة أو التدريس في الجامعات , ويقصر تلك الوظائف على أبناء من يمتهنونها فقط.
ثالثا، العنف الثقافي ، و الذي عادة ما يكون الحاجز المنيع الذي يختبيء ورائه العنف المؤسسي , والعنف الثقافي، قد يكون على أساس ديني أو فكري أو كلاهما.
ففي النهاية أيها الفيلد مارشال المغوار، ما الإرهاب إلا نوع من أنواع العنف المباشر، فهل من الصواب أن تترك حرب العنف الشاملة، والذي تقبع مسبباته بكل طمأنينة في قاع الدولة العميقة ، لتحارب فقط الظواهر السلوكية مثل الترويع و القتل و السلب و النهب.
إن ترشحك للرئاسة، بعد أن إستبعدت نية القوات المسلحة في ممارسة السياسة سابقا، وإستغلالا ً لحاجة المواطن للإحساس بالأمن, يعد أحد مظاهر العنف المؤسسي , فكيف ستحارب العنف مستقبلاً؟ , وأنت تمارسه لتصل للحكم.
و أنا هنا لم اتطرق لاستخدام أجهزة الدولة للعنف المباشر ضد المواطنين في الشوارع وأقسام الشرطة والسجون، والذي لم يتوقف حتى يومنا هذا بل زادت حدته.
أيها الفيلد مارشال , فاقد الشيء لا يعطيه, فإذا فقدت أجهزة الدولة الإحساس بالأمان، فبالتأكيد لن تعطيه للمواطن, وإذا فقدت أنت القدرة على عدم استغلال منصبك و صلاحياتك سياسياً ، فبالتأكيد لن تستطيع أن تحارب العنف المؤسسي, آسف أيها الفيلد مارشال , فصوتي هو ما أملكه، وبالتأكيد لن يكون لصالحك في أي صندوق.
المواضيع المرتبطة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق