التحرش ... ظاهرة مجتمع
|
صورة أرشيفية |
بقلم : محمد
شحاته
لقد تعالت الأصوات فى الأيام الأخيرة فى الحديث عن التحرش خاصة بعد أن
أصبحت تلك الظاهرة منتشرة بشكل كبير فى الشارع المصري. ولكن لنتحدث أولاً عن بعض
الآراء فى هذه الظاهرة.
فالبعض يقول أن السبب فى ذلك
هي ملابس المرأة المثيرة للنساء , ولكن بنفس المنطق إذا كانت ملابس المرأة سبباً
فى التحرش بها فإن السيارات الجميلة أيضا تكون سبباً فى سرقتها , وتكون الهواتف
المحمول ذات التقنية العالية تكون سبباً فى سرقتها هي الأخرى , وهناك آخرون يقولون
أن السبب هو انعدام الأخلاق ووصول البعض لمنحدر أخلاقي لا يمكن قبوله , وأنا من
أنصار الرأى الثاني فهناك كثيرا من المنتقبات والمحجبات تم التحرش بهن , وهم لا
يغطون أجسادهم فقط بل يغطون شعورههم ووجوههم .
كما أنه نفس المتحرش الذي يذهب
إلي بعض الدول الأوروبية ويري النساء وكأنهن عاريات ولا يستطيع أن يفعل فعلته هذه
لسبب بسيط , قانون رادع لهذه الجريمة وأيضا لأن هناك رقي أخلاقي .
وأغرب ما في الأمر أن أغلب المجتمع لا يدافع عن تلك المراة المتحرش بها
, لكنه يلومها ولا يلوم الجاني , ونسمع بعض العبارات على شاكلة "هى أيه الى
نزلها من بيتها أصلا" , "أنت مش شايف لابسة أيه نا هو ليه حق" , وكأن المجتمع أصبح يمارس رقابة
أخلاقية على الآخرين , بل ويعطي شرعية للمتحرش في ذلك.
والمتحرش يدافع عن نفسه بأنه مكبوت جنسياً , فعليه أن يفرغ رغبته فى هذا الفعل , وكأنه أصبح
حيواناً لا يستطيع التحكم فى نفسه وفى شهواته .
فعجبي لمجتمع يدعي أنه مجتمع محافظ أخلاقيا , ويفعل المتناقضات لقوله
هذا فى كل وقت وحين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق