عندما كنت أشاهد أفلام الموتى الأحياء
"الزومبي" , كنت أتساءل أي مخيلة مريضة إبتدعت هذا الإطار اللا إنساني ,
ولكن مع وصولي لأيام خبيثة عرفت أنها لم تنبع عن خيال مريض , أنما نبعت من واقع
نحياه وسط العبث , عندما ترى من يفترض أن يسمون "البشر" يتلاحقون لقتل
وضرب وسحل بعضهم البعض , وإحتفالات لكل طرف على دماء الطرف الآخر ,ولا ينقصهم لتكتمل صورة "الزومبي" سوى أن
يأكلوا بعضهم البعض , وفي آخر المطاف من الفائز , لا أحد منهم , بل الفائز كيان
مقزز لا يعيش بغير الدماء والألم.
أمس فى ذكرى حرب 6 أكتوبر مرت أمامي مسيرة للمؤيدين للإخوان
فوق كوبرى جمال عبد الناصر , وكان المتظاهرين في أول المسيرة يركضون , فتسألت لماذا
يهتفون وهم يركضون؟ .
وعندما إقتربت
المسيرة من نهايتها سمعت دوى إطلاق نار , و سمعت من بعض الشهود أن هناك إطلاق
للغاز فى أول الكوبرى من ناحية العصافرة , وقام بعض الأهالى المعادين للإخوان بإلقاء
جرادل المياة والقمامة عليهم.
ولكن الغريب والذى
لاحظته أنه بعد انتهاء المسيرة ووصولها لأول الكوبرى من ناحية ميامى , وجود بعض الأشخاص
فى آخر المسيرة يلقون بالحجارة على المسيرة من أعلى الكوبرى.
و بعد طول إنتظار وصل العشرات من مؤيدى " السيسى"
والمحتفلين بذكرى 6 أكتوبر إلى كوبرى جمال
عبد الناصر , وكانوا يركبون عربة نصف نقل وبها السماعات الضخمة ليستمعون وبصخب لأغنية
تسلم الايادى , ويهتفون "السيسى عمهم و حارق دمهم" , وقاموا بتعطيل
الطريق أعلى الكوبرى والاحتفال مع السيارات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق