يوم مع عباقرة دربالة الصغار |
بقلم : سعيد عز الدين
بدأ
يوم السبت 28/9/2013، بشكل طبيعي جدا
لمجموعة اللجان الشعبية للدفاع عن الثورة بالإسكندرية , ففي الصباح الباكر ذهبنا
لمقر اللجان بالإبراهيمية، وحملنا بعض الملابس المستعملة و الجديدة، والتي تبرع
بها الأصدقاء والمعارف، و ذهبنا لحي دربالة.
و
هناك كان في انتظارنا الشاب الجميل عبد السلام ووالدته الحاجة منى ، ومعهم الحاجة
وفاء والدة أميرة وإسماعيل، وكل هؤلاء بما فيهم الأطفال، لم يتوقفوا عن مساعدتنا
لحظة واحدة , فبداية بإعداد مكان فرش الملابس، مرورا بإحضار بعض الكراسي من الجيران،
وكرم الضيافة بأدوار الشاي والمرطبات، وحتى التسويق للمعرض و حث المواطنين على
الحضور , لم يكلوا و لم يملوا لحظة.
إلى
جانب المعرض، شاركنا ابناء الشارع في أنشطة تساعد على تحليل مشكلاتهم في المكان وتستشرف
آمالهم وأحلامهم ومخاوفهم في المستقبل. فكل البشر يشتركون في النهاية في الحياة
عبر الزمن في الماضي والحاضر والمستقبل، وكلهم يشتركون في المشاعر الممتزجة بين
السعادة والخوف بدرجاتهم المختلفة.
عبد
الرحمن، هذا الطفل الذي يسبق سنه بالفعل، تمنى ان يجتمع سكان الشارع في وسط
الشارع، على مائدة ضخمة، و يتفقوا على أنشطة المحال الموجودة بالشارع، بحيث ينعم
السكان باكتفاء ذاتي من كل شيء بدلاً من تكرار النشاط لأكثر من محل بشكل عشوائي.
و
تحدث زياد، على البيت الذي كنا نفرش معرضنا بالقرب منه بعد استئذان السكان، فقد كان
البيت الوحيد في الشارع الذي تسكنه عائلات مسيحية, وكان الطفل زياد في غاية الإنزعاج،
من سلوك بعض السكان معهم ومحاولات البعض عزلهم عن باقي جيرانه في التعاملات
المختلفة, و قال زياد رغم سنه الصغير الذي لم يتجاوز عمر البلوغ، أن الوضع في
الماضي كان أفضل، و كانت أفضل أيام عمره ، أيام 28 يناير و ما تبعها من انفلات
أمني, بسبب توحد الناس خلف منظومات اللجان الشعبية البسيطة التي بالفعل "لمت
شمل الشارع".
زياد،
أراد أيضا حسن إستغلال مركزي الشباب في المنطقة و عدم اهمالهما، كما أنه وجه نقد
شديد لأسلوب التعليم القمعي في المدارس، والذي لطالما اراد ان يتحول أسلوب التعليم
فيها لشكل آخر مثل النشاط الذي نقوم به سويا الآن, يكون اكثر تفاعلا، و يخلق
مساحات أخرى للعمل الجماعي بين المدرسين و الأطفال، بدلا من اسلوب التلقين و كتابة
الدروس على السبورة فقط.
حبيبة،
حلمها بقدر بساطته، إلا أنه مس قلبي بشكل شخصي، و شعرت بطعنة غائرة فيه، من وقع
جملتها البسيطة :"نفسي أشوف السما زي زمان في الشارع", ماذاحدث ؟ وأين
ذهبت السماء؟ أتدرون أين اختفت في شارع حبيبة؟ , حجبتها العمارات المخالفة في صمت
تام من المواطنين , وسلبية و غياب للسلطة التنفيذية، , بل ومشاركتها في تلك
الجرائم بالتصالح مع سارقي السماء من شوارعنا.
أجمع
كل من شاركنا من أطفال الحي على ضرورة وجود شجر في الشارع، وصناديق قمامة كافية، وأسفلت
وأرصفة سليمة لا تؤذي المارة, وأهم شيء أتفقوا كلهم عليه، ضرورة استرجاع السلم المجتمعي
الذي فقد، ونبذ العنف.
الأطفال
هم المستقبل، فلنحافظ على صحتهم و أمنهم و تعليمهم, وذلك إن كنا نريد المستقبل لمصر،
ولا نطمع فيه لأنفسنا, فكثير منا الآن لا يفكر إلا في مستقبله، أو مستقبل حزبه، أو
جماعته, و لا يفكر في مستقبل وطنه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق