صورة أرشيفية |
بقلم : سعيد عز الدين
لا تندهشوا مما سأقول ، وأنصحكم بسماع أغنية "
عصفورين" لحمزة نمرة , إن كنتم لم تسمعوها من قبل ، ففيها تعريف للوطن في
غاية البلاغة والروعة ، عندما قالت كلمات الأغنية : "الوطن راحة القلوب , لو مبني طوب ، أو مبني قش"، وراحة لقلوب
المواطنين يا سادة لن نصل لها إلا بتطبيق مفهوم الشفافية بين السلطة والمواطن ،
حتى يشعر الأخير بأن السلطة تسهر على راحة قلبه ، فيشعر بوطنه و يستعيد وطنيته المفقودة.
وما حدث أمامي اليوم بعد ما يادوب عدينا كارفورفي طريقنا من العامرية
إلى وسط البلد ،أننا لاقينا بكل بجاحة عربية جيب كحلي من غير لوحات ، فيها أربعة
ورا ماسكين رشاشات , آه رشاشات يعني سلاح مش رشاشات ميه، وقدام واحد لابس لبس بدوي و كبير في السن , وجنبه
سواق شاب ملامحه بدوية برضه.
وورا العربية دي، كان في عربية نقل بتجر عربية تانية نص نقل و
كلهم من غير لوحات , رحنا أول حاجة عملناها أننا بلغنا النجدة و بعدين جرينا بسرعة
و عديناهم و وصلنا لنقطة شرطة عسكرية ما كانش فيها غير مجند لوحده.
وقفنا حكينا له على اللي جايين عليه ، والراجل كان محتاس , وقفت عربية BMW جنبنا ونزل
راجل منها علشان يبلغ نفس البلاغ ، وأحنا بنتكلم
مع المجند ، عدت العربيات التلاتة ، و ربنا ستر و ما حصلش احتكاك.
المهم، جرينا بسرعة وعديناهم تاني ووصلنا لبنزينة وطنية , ويا
دوب عديناها ووقفنا على جنب لما لاقينا ظابط جيش وعسكري معاه آلي , وظابط مباحث وبعض
العاملين بمحطة البنزين بيفردوا جريدة مسننة يمين الطريق تحسباً لمرور العربيات دي
، و هما في حالة إستعداد تام بالسلاح.
المشكلة ان العربيات ما عدتش , وجت عربية نص نقل سايقها عرباوي و سأل ايه
الموضوع ؟ , ولما حكيتله قاللي إنهم وقفوا على اليمين., روحنا بلغنا اللجنة اللي اتكونت
وإحنا واقفين ، بس للأسف، بعد ما توقعنا إن خلاص الناس دي إتحاصرت وحتتمسك، لكن
لاقينا بطء في رد الفعل.
الظابط لسه باعت يصحي الصول اللي نايم ، و بعد حوالي عشر دقائق
من الإنتظار ، قرر الظابط رفع الجريدة المسننة والرجوع للمدرعة اللي راكنة في محطة
البنزين , وكأن محدش بلغه بحاجة ، رغم عدم
ظهور العربيات اللي كانت ورانا على طول , وبلاغ سواق النص نقل إنهم وقفوا على
اليمين ، فبكل بساطة قررنا نكمل طريقنا ، و روحنا و رجعنا، ولم نشاهد تلك السيارات
على أي جانب من الطريق من جديد ، ولاحظنا عودة مجند الشرطة العسكرية وراء الدشمة
ليكمل يومه في هدوء، في نقطة الشرطة العسكرية ، و ودة طاقم المدرعة في بنزينة
الوطنية لموقعهم داخل محطة البنزين تاركين الطريق , وكأن شيئا لم يحدث.
ولعل ضبابية هذا
الموقف ، لا تختلف كثيرا عن ضبابية كل ما يحدث في مصر على الساحة الأمنية والسياسية،
وأتمنى أن يطيل الله في عمري حتى أرى
اليوم الذي تتحقق فيه "الشفافية" بمفهومها الشامل ، ليعلم على الأقل من
خلالها رجل الشارع البسيط في مصر ، ما يحدث في شارعه , و لن أقول في وطنه ، فتلك
الضبابية تولد لدى أي مواطن غيور على وطنه قلق و حيرة تفقده وطنيته بالتدريج.
الم تفهم بعد يا عزيزى انت فى نمصر فهمت فى مصر :الصحفى وائل الشوادفى
ردحذفعزيزي وائل، لأننا في مصر، نتحمل جميعا الحياة مع الإهمال دون محاولة تغييره و اصلاح فساد السلطة و المواطنين على حد سواء...فهذا البلد من افسده و اهمله شعبه قبل سلطته، بتعايشه مع المشكلات دون الرغبة في حلها... فالإحباط سيد الموقف، و لكن صبرا، ان بعد العسر يسر بإذن الله
حذف