صورة أرشيفية |
بقلم : سمية علي
ممشوقة القامة , ذات عينان بنية
"مبرقة" في عينها اليسري إلتهاب نتج عنه إحمرار بالعين , لونها خمري
تمشي مهرولة مرت بجانبي وكلها ريبة مني ثم
قالت : " هاتي جنيه آكل " , لم أعي ما قالت لثوان ثم أدركته فناديتها وأعطيتها
بعض الجنيهات فتحت لي كيس صغير من البلاستيك كي أرمي به النقود , ثم نظرت إلي نظرة
طويلة فهمت منها أنها ممتنة لي , ولكن بعد ذلك وجدت عينيها وكأنها تنبهت إلي أنها
لا يجب تشعرني بالألفة .
كل يوم يوم في طريقي فتيات وفتيان رجال ونساء
مثل هذه الفتاة , يشعرون بأنهم منبوذون , وأن سلاحهم هو إخافتنا بنظرات كالنار مع
أنهم إذا مرة فكرت أن تتعامل معهم علي أنهم بشر مثلك , وتحدثت إليهم لوجدتهم أصحاب
قلوب وعقول صافية خالية مما تلوثت به عقولنا وقلوبنا من مصالح وهموم .
هذه الفتاة العابرة في حياة آلاف غيري ممن
يرونها هي رمز لإنسانيتنا الغائبة , فهي الدليل علي أننا إفتقدنا الرحمة والتآلف
وأن همنا الأكبر أنفسنا ليس إلا , فنحن أصبحنا نطبق المثل القائل : " إن جالك
الطوفان حط ولدك تحت رجليك ".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق