من ناجي العلي ... إلى هبة الله العلي ... |
بقلم : إسلام أبو المجد
أثار عبد الرحمن الكواكبي في كتابه "
طبائع الإستبداد وصارع الإستعباد " مسألة الفرق بين المجد والتمجد , فعرف
المجد وقال : " المجد: هو إحراز المرء مقام حبٍّ واحترام في القلوب، وهو مطلب
طبيعي شريف لكلِّ إنسان، لا يترفَّع عنه نبيٌّ أو زاهد، ولا ينحطُّ عنه دنيٌّ أو
خامل , ولذا؛ يزاحم المجد في النفوس منزلة الحياة." , أما عن تعريف التمجد
فقد قال : " التمجُّد هو أن ينال المرء جذوة نار من جهنم كبرياء المستبد
ليحرق بها شرف المساواة في الإنسانية." .
هذا الفرق بين المجد والتمجد والموجود داخل
واقعنا حتى الآن برغم كل الثمن الذي ندفعه منذ قيام الثورة المصرية , برغم الدماء
والعرق والدموع والجروح , يزيد من العزيمة , ويقوي أصحاب المجد في مواجهة
المتمجدين .
وبذلك تبدأ قصة هبة الله العلي الطالبة بالمرحلة الإعدادية صاحبة التفوق العلمي والرياضي بمدرسة أسماء بنت
أبي بكر الإعدادية , أحرزت بتفوقها مقام حب وإحترام في القلوب , هبة الله العلي
صاحبة مجد تستحقه , وحين آتى يوم تكريمها أنزلتها مديرة مدرستها من على منصة
التكريم حتى لا تصور فإنها غير محجبة , الذي دار بتفكير هبة : " كيف تقتل أم
فرحة إبنتها ؟ ... ما معنى أني لست محجبة ؟ ... ماذا لو كانت المكرمة مسيحية ؟ "
, عشرات وعشرات من الأسئلة , فلم تجد سوى الإتصال بوالدها صديقها والبكاء.
ظل الأب يبحث عن سبب لما حدث ليوقف بكاء
إبنته , دارت في عقله جميع الأسئلة كما دارت في عقل أبنته الصغيرة , القصة ليست
قصة حجاب ويقول الأب : " دي البنت لسة صغيرة " , تذكر النقاشات التي
دارت بينه وبين مديرة المدرسة من قبيل الدردشة في الأحداث الساسية الجارية , وتذكر
سمعته وسمعة إبنته اللذين لا يفوتان مظاهرة واحدة حتى الآن ... حتى ضد حكم الأخوان
, تذكر صوره وإبنته وهم يرفعون لافتات أرحل ضد محمد مرسي , تذكر أن مديرة المدرسة
تعلن دائما ً أنها مع الأخوان , عرف السبب فبطل العجب .
مديرة المدرسة تطلب التمجد لتكون مستبدة صغيرة
في كنف المستبد الأكبر , تريد أن تكون كما
يقول المثل "ملكية أكثر من الملك " لتبرهن أنَّها جلاد في دولة
الاستبداد , فقد قال الكواكبي : " إنَّ التمجُّد خاصٌّ بالإدارات
الاستبدادية، وذلك لأنَّ الحكومة الحرة التي تمثِّل عواطف الأمة تأبى كلَّ الإباء
إخلال التساوي بين الأفراد إلا لفضلٍ حقيقي." , ولكننا لانزال في عهد
الإستبداد , ما يحدث مجرد إستبدال مستبد بآخر , فوراء كل قيصر قيصر جديد طالما
نعيش بثقافة العبيد .
لذلك لا يزال " حنظلة " الشخصية
الكاريكاتيرية التي ابتدعها الرسام المناضل ناجي العلي مديراً ظهره عاقدا ً
يديه خلفه , أراه يقول من ناجي العلي ...
إلى هبة الله العلي : " أن نكون أو لا نكون, التحدي قائم والمسؤولية تاريخية. " لا تبكي , أنظري
بعيدا ً إلى أسوار سجن برج العرب ستجدي " حسن الهلالي " الشهير بـ
"حسن مصطفى" يخافون منه ولا يخاف منهم , كوني مثله وبثباتك على الحق
ستخاف الجلادة منك , ولنقول الثورة مستمرة
.
المواضيع المرتبطة :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق