النوبيون بالإسكندرية بين فجر الضمير وكتالة |
بقلم : سمية علي
يقول النوبيون أن أول إنسان يشعر بغريزة أخرى غير غريزتى الجوع والخوف
وهي غريزة الضمير عاش فى المنطقة بين الجندلين الأول والرابع في النوبة الضمير أول
إبداع إنسانى فى سلم الحضارة الإنسانية النوبى هدى العالم لإنسانيته وهذا ما يتميز به النوبي والنوبية هذا الضمير الذى
بقى من الأزل حارسا على إنسانية الإنسان وقاوم كل مغامرات قطعنته وتحوينه وتجريده
من إنسانيته رغم البؤس والظلم
إن العالم سـيدفع ثمن إهداره لضميره فى أقسى وأعنف عملية إقتلاع لجذور مجتمع وزرعه عنوة فى بيئة مغايرة تماما لتكوينه وهويته ورسالته الإنسانية التى يؤمن بها دوما نتيجة تهجير النوبة من النيل للصحراء خيث بدت وبقوة تملك ثقافة الصحراء الجافة الفقيرة معنويا وثقافيا من الأجيال النوبية التى ولدت وتربت فى هذه البيئة القاسية ومع تدهور تأثير الوجدان النيلى الباقى بسبب الظلم والطغيان والتجبر الذى يمارس على النوبى ساح النوبيون في بلاد الله ومنهم من وصل الى الإسكندرية , ولكنهم لم يكونوا كغيرهم فكل مسافر سيعود ألى أرضه , أما النوبيين فقد فقدوها للأبد .
وعلى الرغم من حياتهم بالإسكندرية إلا أنهم كل إهتمامهم بالنوبة التي
تستحوذ على كل وجدانهم حتى الأدب النوبي من النوبه فنجد الرائع
"إدريس علي"
برواياته
"النوبي" و "دنقله" وغيرها من الروايات التي نقلت النوبه
الينا و احيتها داخل قلوينا وبالتأكيد الحديث عن الأدب النوبي لايمكن ان يتخطي
الحديث عن المبدع النوبي والأديب الرائع حجاج أدول والذي يعتبر مفجر الصحوه
النوبيه و احد رموز الحركه النوبيه الحديثه و من أعماله الرائعه"الكشر"
و"ليالي المسك العتيقه" و"النوبه تتنفس تحت الماء"و
"حدوته نوبيه" "ناس النهر" كل هذا الأعمال و أكثر مما لا تتيح
لي المساحه ان اكتب عنه .
مع هذا الإحساس الدائم بالغربة وقهر نظام الحكام بنسختيه هذا القهر الإجتماعي فكانت النتيجة فكرة كتالة وهذا الفكر
أخطر من مجرد عصيان ومقاومة بالسلاح إنه أبعد من ذلك تأثيرا حيث حرس الضمير
الإنسانى يتخلون لأول مرة منذ وجودهم عما يحرسونه من قيم الحب والسلام والإنسانية
السمحة الفطرية ليبادلوا الثقافات التى أجبروا على إجتراعها وتعاطيها مرغمين نفس
نهجهم وفكرهم وسيتفوقون عليها بموروثاتهم التى تزيدهم عقلا وشدة فى وقت واحد
لإيمانهم بما يقدمون عليه أيا كانت نتائجها هذه موروثات جينية وإذا إنتصرت فكرة
القوة ضد القوة التى تفرض فرضا على النوبيين منذ زمن.
إن حركة كتالة النوبية المعبرة عن روح جديدة مغايرة للروح النوبية التى عرفت عن النوبى بحكم هذه الممارسات الحمقاء ضد النوبة , نحذر من هيمنة فكرة كتالة على الوجدان النوبى وهو منتظر فى الأجيال النوبية المهاجرة في كل مكان ومنها الإسكندرية التي خرجت منها الفكرة التى ستغير المعادلة تماما بمفاجأتنا جميعا بتطور أو تدهور فى منظومة النوبى الأنسان المسالم المتصالح مع الطبيعة المحب للعالم والإنسانية دون نظرة أنانية بالفطرة النوبية هذه الفطرة التى يصرون على تغييرها بالظلم والطغيان والتعنت والتكابر وهذه ستدفع السلطة أيا كانت ثمنها غاليا جدا ,أحذ روا صنيعتكم وتغييركم تركيبة النوبى ومحاولة طمس هويته الأجمل بين البشر وخلق هوية هلامية مهمشة أول ما ستطال ستطالكم أنتم يا رعاة الجهل والتعصب وأعداء التميز الأخلاقى والقيمى والثقافى , كتالة ليست مجرد حركة لكنها فكرة تتطور , النوبيون يقاومون بكل الطرق محاولة تذويب النوبة أو محاصرتها ثقافيا وفرض ثقافات مغايرة لتركيبته السمحة اليوم كتالة وغدا نوبة كلها كتالة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق