بقلم : بسمة فوزي
ديسك : إسلام ابو المجد , سمية علي
مبحبش أكتب عن حاجة ممرتش بيها لكن كنت دايماً و
بإستمرار أقرأ نوت كتير لبنات فى سنى وأكبر بيعانوا من الاضطهاد الاسرى بأستمرار
لمجرد منعهم من النزول , والمشاركة فى الحياة العامة او الحياة السياسية على وجه
الخصوص , والنضال واللى مع الأسف بقى يتمثل فى إزازة مولوتوف و خرطوش و كام ضحية !!
, ومعاناتهم أكتر وأكتر من انهم يمشوا حياتهم بشكل طبيعى , و فى طريقها اللى هما عايزين يحددوه " مش اللى اهلنا بيحددوه " أياً كان .
, ومعاناتهم أكتر وأكتر من انهم يمشوا حياتهم بشكل طبيعى , و فى طريقها اللى هما عايزين يحددوه " مش اللى اهلنا بيحددوه " أياً كان .
من أول يوم أنزل فيه مظاهرة لحد وقتنا هذا مكنتش بلاقى أى مانع من النزول إطلاقا من قبل بابا أو ماما , فى مسيرات كنت بقول إنى نازلة , وساعات مكنتش بقول لإنى عارفة انى كنت هتمنع مش لأن لا سمح الله المسيرة مش سلمية , ولأن في الأيام الأخيرة الحاج أبويا كان معندوش أدنى إقتناع بيها أصلاً.
بداية الحكاية
اليوم : الخميس الموافق 4 ابريل 2013
المكان : المجلس المحلى
لما نزلت من بيتنا و انا رايحة وقفة احتجاجية
بتعبر عنى و عن رأيى و اقتناعى بيها نزلت و وقفت مع زمايلى اتجمعنا و بدأنا نعمل
اليافطات و بدأت الوقفة و وقفنا و بدأت اصور شوية و امسك يافطة شوية و اتكلم مع
الناس شوية و اصور فيديو شوية و هكذا.
أصور كل يافطة مكتوب عليها كلمة بتعبر عن حقى فى البلد دى ومطلب من مطالبى , وبدأت أصور زمايلى وهما بيعملوا جرافتيى على حطيان المجلس , ويكتبوا ويعبروا عن رأيهم بكل حرية وسلمية , لحد ما جاه واحد من الضباط اللى بيحرسوا المجلس قال لواحد زميلى : " ايه اللى انت بتعمله ده الحيطان هتبوظ " , رد زميلى بمنتهى الحرية : "انا بتكلم عن ناس ماتت , وانت بتكلمنى عن حيطان" , وبدأت أهتف بالتبادل مع زميلى , وساعتها الموبايل رن مكلفتش أرد بصراحة , وأشوف مين بيتصل ؟! , واستمريت فى الهتاف وبرده بيرن , لحد ما قررت إنى لازم أمشى علشان عندى كورس , وأشوف مين اللى مصمم انى أرد عليه ... ده بابا بيتصل .
بابا قدامي
و فجأة لقيته قدامى , طبعا مكنتش قايلة انى نازلة
وقفة ولا أى حاجة , رديت بمنتهى البرود : "كنت عارفة انى هشوفك مش عارفة ليه "
بابا : "بتعملى
ايه ؟!"
أنا : "بعمل
ايه ؟! , زى ما انت شايف بعبر عن رأيى" , وكأنى قلت كلمة قبيحة ولا مؤاخذة.
بابا : "أيوة ازاى يعنى"
أنا : "واقفة
ماسكة يافطة , وبصور زمايلى"
بابا : "بس
أنا شفتك بتهتفى"
انا : "أيوة ايه المشكلة ؟!"
بابا : "يالا روحى"
انا : "انا كنت كده كده هروح علشان عندى
كورس" , بلغت سليم زميلى إنى ماشية , وإن بابا شافنى , ووقف يتكلم معاه , وسليم
يقنعه إنى مش بعمل حاجة غلط أو حرام أو عيب.
في الطريق إلى البيت
و مشينا وانا فى طريقى وهو بيوصلنى.
بابا : "أنتم كنتم واقفين بتعملوا ايه ؟!
"
انا : "قلتلك كنا بنعبر عن مطالبنا و رأينا
مطالبنا العادية البسيطة"
بابا : "وهى المطالب بتتحقق كده ؟! انتم
فعلا عيال فاضية"
انا :
"عيال فاضية ؟! , على فكرة العيال دى هى هى
نفسها العيال اللى زى الفل اللى نزلت يوم 25 يناير, وقلت ربنا يباركلهم ايه اللى غيرك ؟! , وبعدين
انت ليه محسسنى انك ظبطنى مع شاب فى وضع مش لطيف ؟! , انا كنت واقفة بعمل حاجة انت
نفسك كان نفسك تعملها من سنين , بس أهلك منعوك , ولما جيت فى يوم تسأل البت دى طالعة
لمين جدتى الله يرحمها رديت عليها و قلتلك البت دى طالعالك , بس الفرق هو الإصرار
اللى عندها ,و إنها تكمل , وإنها مش بتخاف من الداخلية "
سكت أبويا و محطش اى تعليق على كلامى .
موقعة "البيت"
روحت البيت و استمر النقاش.
انا : "هتسفرنى يوم 6 إبريل المحلة ؟!"
بابا : "مفيش سفر"
انا : "ليه ؟!"
بابا : "قلت مفيش سفر"
انا : "إدينى سبب مقنع غير كده مش هقتنع ومش
هقعد فى البيت"
بصراحة بعد كده مش عايزة احكى ايه اللى حصل.
درع الأم
ماما جريت على صوتى و صوته واحنا بنتخانق
ماما : "فى ايه بس إيه اللى حصل انتم كل أجازة على كده"
بابا : "أصل بنتك قبل ما تروح الكورس , ومكملش"
ماما : "مالها يعنى عملت ايه ؟!"
بابا"
: بنتك كانت فى
مظاهرة"
ماما : "أيوة إيه المشكلة ؟!"
بابا!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
ماما : "بنتك طالعالك , بس الفرق إنها كملت , وعملت اللى أنت مقدرتش تعمله , وبمعنى أوضح اللى أهلك منعوك إنك تعمله , لما لاقوك معجب بفكر الإخوان , ورايح جاى مع المحلاوى انت بقى بتزعق لها إنها نزلت مظاهرة , ولا إنها نزلت ضد الناس اللى انت مقتنع بيهم ؟!"
ماما : "بنتك طالعالك , بس الفرق إنها كملت , وعملت اللى أنت مقدرتش تعمله , وبمعنى أوضح اللى أهلك منعوك إنك تعمله , لما لاقوك معجب بفكر الإخوان , ورايح جاى مع المحلاوى انت بقى بتزعق لها إنها نزلت مظاهرة , ولا إنها نزلت ضد الناس اللى انت مقتنع بيهم ؟!"
بابا : "الإتنين , وكمان انا خايف عليها"
ماما : "خايف عليها هتحبسها يعنى ؟! , ده
معناه إنك مش هتخرجها من البيت أصلاً مش تروح مظاهرة"
إنتهى الحوار ... مكسب ولا خسارة
إنتهى الحوار على هذا الأساس , طبعا مسافرتش , وإتحرمت
من المشاركة فى فاعلية 6 ابريل 2013 , بس فى نفس الوقت كنت فى التليفزيون المصرى
على القناة الخامسة قدام عماد جبريل من حزب الحرية و العدالة , مش عارفة ليه تخيلت
إن الراجل اللى قاعد قدامى ده مش عضو فى حزب الحرية و العدالة , انما بابا و لازم أخرج من الحوار منتصرة عليه , أو
على الأقل الناس اللى بتسمعنى و بتسمعه.
بابا و ماما و أخويا كانوا قاعدين فى البيت بيتفرجوا علي ماما لأول مرة تحس إنها فخورة بي و اخويا إتصل بكل اصحابه يقولهم : "دى اختى" , رغم إنى أنا و أخويا مختلفين فكريا جدا .
بابا متكلمش معايا ولا علق على الكلام اللى قلته
ولا اى حاجة لحد دلوقت.
موقف جيل المشي جنمب الحيط
ممكن يكون الموقف اللى حصل ده أضعف بكتير لمواقف
حصلت لبنات كتير , لكن انا بكتبه وأسجله لانه أول مرة يحصلى , أو بمعنى أوضح يحصلى
بالشكل ده , أيا كان الموقف خلانى فى حيرة من أسئلة كتير جدا , عن الجيل اللى
سبقنا جيل أهالينا , و اللى ليهم عامل كبير فى اللى إحنا فيه بسكوتهم و خضوعهم
للنظام , والمشى جمب الحيط عمال على بطال , ودلوقت بيدفع التمن من عياله ومن فلوسه
وشغله وحياته , الجيل اللى قبل على نفسه 30 سنة ظلم وسكون وخضوع , جاى دلوقت يسكتنا
احنا كمان طب ليه ؟! .
مش هو ده الشباب التافه اللى ملوش شغلة غير القعاد
على النت , ومسقط البنطلون وموقف شعره وملوش شغلانة هو هو نفسه اللى نزل يوم 25
يناير علشان يقول لاء.
ساعات بسأل نفسى هو مين اللى ربى الجيل بتاعنا مين اللى علمنا نقول لأ لما أهالينا كده ؟ , ليه أهلى وأهل ناس كتير شايفين اللى بعمله جنان , وإنى " طقة " زى ما سمعتها من واحدة قريبتى ؟!.
على جانب آخر
بس على جانب آخر فى ناس كتير فى عيلتى شايفنى مش
مجنونة , قد ما شايفنى واحدة مقتنعة باللى بعمله , بصرف النظر هما متفقين ولا , مختلفين معايا و شايفين انى مريت بحاجات كتير بنات فى سنى ممروش بيها , لأن أهلهم
قافلين عليهم , وده مش عيب انك تقفل على بنتك طالما خايف عليها , الخوف لدى الآباء
غريزة طبيعية , بس اللى مش طبيعى إنك تقفل الباب بأفورة اقفل الباب بس إديها المفتاح
طالما مربيها صح أوعى تخاف من حاجة.
مش هرجع عن الطريق
انا عمرى ما هرجع عن اللى فيه مش لإنه طريق و
بدأته و بس , بس لإن اللى داق طعم الحرية
عمره ما هيقبل بالذل تانى , واللى إتعود يقول الحق مرة هيقولها تانى و تالت و رابع
و خامس , سواء على صعيد الحياة السياسية , أو فى البيت أو حتى فى شغلك أو حتى لو
غلط بينك و بين نفسك , اعترف انك غلط , ومطمنة برده إننا
هنبقى آباء و أمهات جيل جاى , اكيد هنخاف على عيالنا , بس هنعلمهم ازاى يقولوا الحق و الصح و الا
هنبقى مطلعناش بحاجة من الثورة دى و هنبقى منافقين متناقضين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق