أقتراحتنا

 محلي  الإسكندرية ... لكل أهل الإسكندرية      لا لحظر النشر ... لا لتقييد الصحافة   مقال :    رسالة ... إلى أخي السجين    خبر :    التأمين الصحي يفتتح مركز تركيبات الأسنان ... بمجمع السيوف الطبي   خبر :    الإتحاد المصري لطلاب صيدلة يبدأ حملة توعية بالإلتهاب الكبدي الوبائي ... بأبيس    خبر :     تقطيع لافتة مدرسة تحمل أسم أبو العز الحريري ... والمتهم الإخوان         خبر :  المنتزة أول ... يقوم بعمل كمائن ضد نباشي القمامة ويصادر معداتهم
     خبر : توقيع إتفاق إنشاء وتشغيل القطار المكهرب خط الإسكندرية – أبو قير ... مع الصين    خبر :    وفاة مريضة بمستشفى القباري العام ... وتقرير الحالة يتهم طبيب التخدير خبر :  غرق منطقة الساعة وإنقطاع المياه ... نتيجة إنفجار ماسورة مياه 
خبر : العمال : نطرح اليوم بديل عملي وواقعي لقانون العمل خبر :   العاملون بالتأمين الصحي يدشنون مبادرة لمساعدة المرضى       خبر :   المؤتمر الدائم لعمال الاسكندرية : العمال قبل الاستثمار ... في مسودة بديلة لقانون العمل         ملفات تفاعلية :   مصر في مؤشرات إقتصادية قبيل المؤتمر الإقتصادي 2015         خبر :      تعليقات على إحياء رشدي الصناعية بنات يوم في حب مصر ... بالرقص          خبر :    بلاغ ضد المحافظ ووزير التنمية المحلية ... والتهمة تهديد الامن القومى     خبر :  الإسكندرية لتوزيع الكهرباء تبدأ خدمة تسجيل قراءة عداد الكهرباء بواسطة المشترك      خبر :  بدء التقاضى الإلكترونى بمحكمة الإسكندرية الإقتصادية  تقرير :   إعادة التدوير على مكتب كل محافظ ... ولا تنفيذ   مقال :     إنتحر ... أنت فى مستشفى العمال العام خبر : مديرية الأمن تعلن الإستنفار الأمني ... والتوسع في الإشتباه السياسي  خبر :     جامعة الإسكندرية تنال المركز الرابع في جودة التعليم... بعد القاهرة والمنصورة وبنها     مقال : رؤية سياسية في الحرب على الإرهاب   تقرير : السكندريون يطالبون ... وينتظرون من المحافظ أن يستجيب       تقرير :    الإسكندرية الـ 15 في إستخراج تراخيص البناء علي مستوي المحافظات     مقال : أعيدوا لنا الإسكندرية ...

البحث في محلي الإسكندرية

الأحد، 17 نوفمبر 2013

متى سنبدأ المرحلة الإنتقالية؟



متى سنبدأ المرحلة الإنتقالية؟
صورة أرشيفية

بقلم : سعيد عز الدين
هذا السؤال يؤرقني منذ فترة. فالممارسات الديمقراطية المستنزفة لطاقات الشعب المصري و المفرغة لطاقاته، من خلال الأعراس الديمقراطية الزائفة الخمس التي عاصرناها جميعا، بالتأكيد لم تحقق آمال و طموحات شعبنا العظيم.

فهل سنستمر في استخدام نفس الآليات، وننتظر نتائج مختلفة؟ , وهل من أصابهم الهم اليوم على ضياع أوقاتهم في الطوابير أمام صناديق الإقتراع، سيشاركون بنفس الحماس، في اي إقتراع قادم.


 بالتأكيد لا.

و ما هو تعريف المراحل الإنتقالية في حياة الشعوب؟ , وكيف يمكننا وضع حجر أساس البدء في المرحلة الإنتقالية في مصر؟.

لقد هالني ما سمعت من الرئيس المعزول محمد مرسي، عندما قال :" لقد انتهينا من المرحلة الإنتقالية، وأجرينا انتخابات رئاسية، وخرج الشعب ضد رئيس الجمهورية، و لكن كان علينا الإنتظار لنعزله بانتخابات بعد أربع سنوات"

هالني ما قاله، لأنني أصبحت لا أدري ما هو مفهوم مراحل الإنتقال , إن أي مرحلة انتقالية , في أي دولة مرت بما مررنا به من انتهاكات و قمع وإهمال وتجهيل ضد شعب كامل ، سواء في عصر مبارك أو من تبعه من شركاء له من المنتفعين ، تتطلب الكثير من الآليات التي لم اجد تطبيقا لأي منها الآن! لذلك لا اعتبر اننا بدأنا اصلا المرحلة الإنتقالية .

تؤسس المراحل الإنتقالية في حياة الشعوب على أكبر أرضية مشتركة ممكنة بين أبناء هذا الشعب , أرضية مشتركة من الأحزان والآلام والذكريات الجميلة في الماضي , والمخاوف والأحلام والأهداف والطموحات في المستقبل من ناحية أخرى.

بمعنى آخر ، نشترك جميعا في محورين, المحور الزمني الرابط بين الماضي الممتد من ميلاد كل منا، وحتى هلاكه، والمحور الشعوري الذي يمتد من الظلام والبكاء والحزن، , وحتى النور المتمثل في الضحك و الفرح بتحقيق الأهداف والآمال والطموحات.

تلك المحاور تناولها بالشرح تفصيلا في وقت سابق، الإمام والعالم الجليل محمد متولي الشعراوي عندما قال عن المحور الزمني: "الحياة هي قيام الموجود بما يؤدي به مهمته، فحياة الإنسان فيها حركة وحس وجري، ثم هناك حياة ثانية في الحيوان، وحياة ثالثة في النبات، وحياة ذات طابع مختلف في الجماد." ,  مثلما علمونا في المدارس حين كان المدرس يمسك بقضيب ممغنط ليجذب برادة الحديد، حتى الحديد الصلب فيه لون معين من الحياة. وكلنا رأينا في المدارس الأنبوية الزجاجية التي وضعوا فيها برادة الحديد وكيف تتأثر بقضيب المغناطيس. وتعتدل وتصير في مستوى واحد، وهكذا نعرف أن الحياة هي الطاقة الموجودة في كل كائن ليؤدي مهمته حتى الأحجار تختلف فيها أشكال الحياة، فهناك حجر يأخذ شكل الرخام، وآخر المرمر، وكل لون من الأحجار له شكل من أشكال الحياة.

ونقرأ في القرآن: {لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ ويحيى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ} (الأنفال: 42) , وجاء الحق بمقابل الهلاك وهو الحياة .

ثم تناول المحور الشعوري ايضا عندما قال: "كما قال الحق سبحانه وتعالى في سورة الأنعام:{وجعل الظلمات والنور} , فالظلمة أمر عدمي وسلبي، بينما النور أمر ايجابي، والنور يبدد الظلمة بشكل عام.

ولقد استوقفتني و أنا في طريقي للعمل صباحاً آيات سورة النجم التي كان يتلوها الشيخ مصطفى اسماعيل في إذاعة القرآن الكريم بصوته الجميل: "وأنه هو أضحك وأبكى ( 43 ) وأنه هو أمات وأحيا (44) , نعم لقد جاءت تلك الآيات العظيمة بوضوح لترسم لنا تلك المحاور.

من الناحية العلمية، تناولت العلوم السياسية تجارب شعوب شرق اوروبا وامريكا الجنوبية في التحولات الديمقراطية و مراحل الإنتقال بتحليل ادى إلى وضع أسس لآليات محددة للعمل، تناسب تلك المراحل. و قد تم تسمية تلك الآليات بمحاور "العدالة الإنتقالية".

تتلخص تلك المحاور في خمسة مراحل للتطبيق، كل محور منهم يتم تناوله في مرحلة ما ثم ننتقل بعدها لما يليه، و هي:
1-     لجان الحقيقة المحايدة و النزيهة و التي لا يتم تكوينها من خلال حزب أو سلطة بشكل منفرد، و انما هي لجان لا يطمح اعضاؤها لأي منصب او مكاسب من اي نوع. تبدأ تلك اللجان رحلة البحث عن الحقيقة و تحديد اماكن و اوقات الإنتهاكات و الجناة و الضحايا بدقة عن طريق جمع الأدلة و شهادات الشهود,  وعندما يستقر ضمير كل لجنة على ما وجدت ، تشرع في كتابة تقريرها.
2-      تستخدم تقارير تلك اللجان في المحور الثاني المسمى "الملاحقة الجنائية" و الذي يشمل الإستناد للقانون القائم في الدولة إلى جانب تكوين محاكم خاصة للجرائم الغير منصوص عليها ، مثل تهمة مبارك الكبرى بإهمال وتجهيل شعب كامل وبشكل ممنهج.
3-      ايضا بناءا على تقارير لجان الحقيقة ، يتم جبر ضرر الضحايا سواء بالطرق المادية مثل التعويضات أو المعنوية مثل اطلاق اسامي الشهداء على الشوارع و الميادين، مثل ما فعل اصدقاء جابر جيكا ، فقد جمعوا توقيعات و نجحوا في تسمية شارع باسمه في النهاية تخليدا لذكراه.
4-      يأتي بعد ذلك اصعب المحاور و هو الإصلاح المؤسسي و الذي يشمل المؤسسات المعنية بالأساس بالإنتهاكات السابقة ، مثل الشرطة و القضاء و الإعلام و غيرها .
5-     إذا تحققت المحاور السابقة، نأتي لمحور انهاء عملية العدالة الإنتقالية بالوصول لمصالحة وطنية شاملة، تحقق السلم المجتمعي المستدام من جديد.

هنا نستطيع ان نقول أننا أنهينا المرحلة الإنتقالية، وأهلاً بغزوات الصناديق, لكن قبل ان يتم كل ما سبق، فنحن نحرث الماء, ويمكننا تلخيص ما نفعله بالإكتفاء بالإقتراعات المتتالية، بالمعادلات البسيطة الآتية:

إذا اردت تحقيق الهدف A  باستخدام الطريقة B فحصلت على النتيج C , فأنزعجت من تلك النتيجة وراجعت نفسك و حددت الهدف من جديد و هوA  ثم اعدت استخدام نفس الطريقة للوصول إليه  B، فإنك حتما ستصل من جديد لـ  C.

و إذا جمعنا ما سبق من معادلات، سنكون حصلنا على 2 C ، أو بمعنى آخر CC ، إذا ستظل تحكمنا البدلة العسكرية.

أعلم تماما ان من حق الرجل الترشح للرئاسة كمواطن مصري، لكنني اشفق على وطني منا، فنحن لا نأخذ بالأسباب ، وننتظر المعجزات.

فهل يعي الرئيس المؤقت أن عليه الإهتمام بالعدالة الإنتقالية قبل اي اقتراع هزلي؟,  أم أنه يشترك في تخديرنا من جديد بوزارة للعدالة الإنتقالية لا تفعل شيئا سوى التأكيد في المحافل الدولية على الإلتزام بخارطة طريق لا تحتوي على محور واحد من محاور تلك العدالة السابق ذكرها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق